Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الخميس، نوفمبر 10، 2005

صورة حمراء

أشعل سيجارته الأخيرة واستلقى يحدق في الصورة الحمراء على الحائط. إلى أين تتجه تلك النظرة الصارمة تتوسطها النجمة الخماسية على القبعة؟ تساءل عن سر تلك الصورة التي تدفعه إلى خيانة موقعه الطبقي! نظر إلى نفسه في المرآة، "أستطيع أن أبدو مثل غيفارا لو أملت قبعتي إلى اليسار قليلا وحاولت التظاهر بالصرامة!"
ربما راود ذهنه تتبع حياته ليصل إلى النموذج الثوري الذي يتصوره، حسنا من أين نبدأ؟ دون كيشوت؟ "لا أعرف إن كنت قد رأيت الترجمة العربية في أي من آخر المكتبات المتبقية في المدينة" قالها وهو يتابع دخان سيجارته يظلل الصورة ويزيدها سحرا. الجميع يدخن في مقهى الطلبة، "أحد الأمراض اليسارية المزمنة" قالها له يوما أحد الزملاء. نظر إلى الصورة بعتاب وأخذ بنهم نفسا عميقا السيجارة. أين كنا؟ نعم عند دون كيشوت! "ربما عثرت على السيرة الهلالية بين كتب الوالد! شيئا فشيئا بدأت أفهم اهتمامه بالتراث" على العموم هذا ليس بتلك الأهمية، لكن رحلته الطويلة تلك عبر أميركا اللاتينية أيام الدراسة… "لو كلمت الرفاق وقمنا برحلة مثلها في ربوع…" ابتسم وهو يطفئ السيجارة في ركام الرماد, بالوثيقة التي يحملها لن يتجاوز الكيلومتر الخمسين ولن يشفع له اسم العائلة التي ينتمي إليها، الحدود أصبحت أكثر إحكاما مما مضى والتشرد صار تهمة يعاقب عليها القانون. كلا لن يغامر بطرح الفكرة على الرفاق في المقهى، لقد تغيروا هم أيضا وبدأ كل بالهروب من ثورية عقيمة إلى واقعية أكثر عقما. نظر إلى المرآة مرة أخرى وتخيل نفسه في الدور لحظة الانفصال عن الرفاق والمضي في درب مجهول نحو الخلود. حتى لو غادر بلد الأقزام هذا فلا شيء يضمن اللقاء بأحد العمالقة في أقاصي هذا الوطن الكبير. حاول إضفاء تعبير صارم على سحنته. أعجبته فكرة المضي هذه. واتته ضحكة مفاجئة، ربما تذكر نفسه كطفل عندما دار بخلده مرارا ترك المنزل وأمضى ساعات مختبئا في حديقة الجيران، قبل أن يعاوده الجوع وينسى الموضوع برمته. تحسس علبة السجائر الفارغة وانقطع حبل أفكاره، فمن دون اللفافة يفقد التفكير لذته ويفقد انعكاسه في المرآة ألقه "الثوري".
أن تكون تشي غيفارا يعني أن تتصرف مثل غيفارا لا أن تبدو مثله" ، قالها له يوما أحد الأصدقاء. "لم أره منذ تزوج" قال لنفسه وهو يرتدي ثيابه. الساعة الآن السابعة والنصف ويجب الإسراع إلى الملتقى. سيكون الحوار ساخنا هذه الليلة. الحوار ساخن كل ليلة هناك. ربما يطرح موضوع الرحلة، ربما يعيد الجملة التي قالها صديقه يوما. على الأغلب سيلتزم الصمت وهو يسبح في دخان سيجارته متأملا فتاة ما على الطاولة المجاورة.
عدل وضع قبعته أمام المرأة وألقى نظرة أخيرة على الصورة وهي تتألق في ضوء الشارع وقد بهت لونها وصارت جزءا من الحائط. أمال قبعته إلى اليسار قليلا وأغلق الباب، وبقيت الصورة تتألق وحيدة على الجدار.

فيينا، خريف 99

7 Comments:

Blogger واحد إفتراضي said...

من المستحيل, ربما أن تعثر على العمالقة في وطنك
إبحث عن العملاق فيك.. ستجده حتما, ليس على صورة غيفارا ربما, وليس على شاكلة يسوع
شو بيعرف سماواتي

لكنني متأكد أنك إن بحثت جيدا فيك, ستجده

هذا أولا

أما ثانيا: جميلة كتابتك, رفيق..تسرّعتُ بالتعليق ههنا قبل أن أواصل القراءة وقبل أن أبدأ بقراءة متأنية .
كعربي, تسرعت في تسجيل حضوري على بياض دفترك, نحن العرب مغرمون جدا كما تعلم بالبصم

نعم, وأجزم أن حرفك يستحق أكثر

دُم عاليا

19 نوفمبر 2005 في 9:37 ص  
Blogger واحد إفتراضي said...

وأيضا :غيفارا, مرسوما بأقلام الكتبة

لعلها تضيء جانبا لم نره قبلا في الوجه الأحمر
http://khealzale.blogspot.com/2005/09/blog-post_30.html

19 نوفمبر 2005 في 9:40 ص  
Blogger أحمر said...

أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

21 نوفمبر 2005 في 3:13 ص  
Blogger أحمر said...

Iftirado:
Thank you very much for your visit and for the nice words!
As said I would like to answer in Arabic.
So, to be continued..

21 نوفمبر 2005 في 6:25 ص  
Blogger أحمر said...

Again in English About the "other side of Guevara":
Well these quotations mentioned in the link come from an article of Vargas Llosa
http://www.independent.org/newsroom/article.asp?id=1535
Llosa is a known latinamerican rightwing author (he also has some goor recomendable works!)
Guevara was at least human and didn't ry to hide any part of his humanity. I would make some political critic on him (any how he failed, so something didn't work with the focism concept). About hatered: Hatered doesn't have to be negatigve. Hatered is a revolutionary feeling. The question is how to form it in a progressive way and inhibit it from being just a destructive revensh..
More comes in Arabic when I reach my old, sad and unique arabic comupter..

21 نوفمبر 2005 في 6:27 ص  
Anonymous غير معرف said...

كس أم المناضل المنيوك جيفارا الخنيث و كس أم شيوعيي فلسطين المحتلة

24 يونيو 2006 في 12:45 ص  
Blogger أحمر said...

كس أمك انت وحدك

24 نوفمبر 2006 في 1:26 ص  

إرسال تعليق

<< Home