Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الجمعة، نوفمبر 11، 2005

التنسيق الفلسطيني والمتكّة الطائرة

المتكّة أو المكتّة هما المصطلحان الشائعان في اللهجة الفلسطينية لكلمة "منفضة سجائر" تعبيرا عن موضع الـ "تكّ" أو الـ "كتّ" وهو نقر أو ضرب السيجارة بإصبع الإبهام لإسقاط الرماد، ويقال لها في تونس "الطقطوقة"، وهي بمختلف مسمّياتها أداة تستعمل في الدول المتحضرة لجمع رماد السجائر ولإطفائها، وأيضا لجمع فضلات أخرى صغيرة حفاظا على نظافة المكان، وكذلك للزينة، ولنا فيها مآرب أخرى. وهذه المآرب الأخرى هي بيت هذا "القصيد".

أما عن علاقة الطقطوقة (سنستعمل هنا التعبير المغاربي حتى لا نتهم "وكلنا في الهم شرق" بالإقليمية الفلسطينية وكذلك لرشاقة المصطلح وانتبه هنا إلى الرشاقة!) بمجلس التنسيق الفلسطيني الذي التمّ شمله في إحدى العواصم الأوروبية من أجل "لم الشمل" و "توحيد الصفوف" و "تفعيل العمل" وطبعا أيضا "مآرب أخرى" ظهرت من أجلها المآرب الأخرى للطقطوقة البريئة التي توضع عادة على طاولة الحوار هائل الخطب ملتهب السجائر، فإذا هي سلاح طائر ينقض عبر سماء الطاولة على هدفه مخلّفا سحابة من الغبار ليحط على رأس المخالف الذي لن يجد وقتا لاستيعاب الحمية الوطنية التي دبت بالرامي فاستلها فسددها فأرسلها، وكما قال العرب قديما : "قطعت جهيزة قول كل خطيب

طبعا هذا يتم أحيانا بداعي الدفاع عن القضية الوطنية التي تبدو للرامي هشة لدرجة اهتزازها أمام كل رأي مخالف، أو بداعي تفاقم الحوار الوطني إلى درجة المس قولا ببعض الأعضاء التي تخص أم أحدهم (هنا يجب الانحناء سلفا لتفادي الطقطوقة)، ولكن المهم أن هذا المظهر "الديمقراطي العفوي" يتم بشكل منهجي يعكس رؤية استراتيجية واضحة لدى المقربين من السلطات التي تستشعر بقرون حساسة خطر التغيير والديمقراطية فتعمل على خنقهما في المهد، وهنا نشهد لهذه بأدائها الفعال الذي ينهي الحوار باشتباك ثم يصالح بين ذوي القربى في مهرجان "وحدة وطنية".
الآلية معروفة للجميع، ولنتحف القارئ بمثال
:
- من أنت (أو ما حجمك، من تمثل، لمصلحة من) حتى تقول هذا الكلام؟
هذا يستتبع الرد بالأحسن:
-"أنا أشرف منك وإن تشاء أريك من أنا!
وعاجلا أم آجلا تأتي الطامة الكبرى بـ -"إحترم نفسك!"
لينتقل الحوار الوطني جدا إلى مفردات لن يسمح بنشرها حتى يصل الحوار إلى استخدام سلاح الدمار الشامل: الطقطوقة!
الطقطوقة هي شعار المرحلة السرمدية العربية عرفناها وسمعنا حكاياتها منذ أول اجتماع وزراء خارجية عرب إلى آخر لقاء للفعاليات الفلسطينية جدا في عاصمة أوروبية هامشية جدا سبقه اجتماع أول لتأسيس مجلس تنسيقي في فترة انعدام الرؤيا وانتهى الثاني بالضربة القاضية بالطقطوقة بعد أن "وضحت الرؤيا
ملحوظة: هذا المقال كتب قبل تفاقم الحوار الوطني الفلسطيني في ذلك المكان الهامشي جدا والذي لن نذكره هنا لنفادي سقوط طقطوقة من إحدى النوافذ، هذا وما زال الحوار الوطني مستعّرا وما زال الجرحى في تساقط بانتظار تدخل أولي الأمر لحل الأزمة في صلح عشائر وفنجان قهوة مرة، مؤكدين على أن الوحدة الوطنية هي ضرورة وحتمية تاريخية وقد باتت على مرمى حجر.. أو طقطوقة!