Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الاثنين، أبريل 10، 2006

إجا مين يعرفك يا بلّوط

حكاية فولكلورية
بناء على طلب الرفاق في الحزب الشيوعي الثوري - جداً (تحت التأسيس) نقدم لكم هذه القصة الفولكلورية الفلسطينية التي تتناول الجدل الذي دار لدى مطالبة أطراف ثورية جدا (بدورها) بأن تتبنى الجبهة الشعبية الديمقراطية النظرية الماركسية وأن تتحول إلى حزب الكادحين عقب هزيمة "البرجوازية الصغيرة" العربية ممثلة في نظام عبد الناصر والقوميين، وقد أدى هذا الجدل إلى انشقاق الماركسيين الفطاحل وتأسيس الجبهة الديمقراطية كتنطيم ماركسي طليعي تبنى فيما بعد مواقف أكثر يمينية أثبتت كونه أكثر "برجوازية" من عبد الحكيم عامر ومراكز القوى ذاتها، ولا أزيد في التعليق حول الجبهة الديمقراطية لأن القصة تتعلق بالجبهة الشعبية التي تبنّت الماركسية، بدورها، بعد هذه الحادثة بقليل
بعد أن رجعنا من المرحاض وجلسنا ندخن ونكسكس على مجريات اللقاء المازوخي، حدثنا هاني بن مطر رضي الله عنه مواسيا ومؤازرا، وهاني مطر هو من قدامى تنطيم القوميين العرب ومن مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكان وقتها مسؤول التنظيم في الأردن الذي أرسل أول مجموعة مسلحة إلى الداخل المحتل بقيادة المناضلين الأشاوس أحمد خليفة، وتيسير قبعة و... أسعد عبد الرحمن (!)، وقد أمضى السيد مطر ما مجموعه عشر سنوات في سجون النظام الأردني في السبعينيات والثمانينيات، وهو اليوم في حزب الوحدة الأردني المحسوب على الجبهة الشعبية والمنافق للنظام وللمنظمات غير الحكومية، بسّ دمه خفيف. المهم أن الرفيق حدثنا فقال
في مؤتمر الجبهة عام 1968في عمّان، وقف عدد من كوادر الجبهة وعلى رأسهم نايف حواتمة، وياسر عبد ربه مطالبين بموقف نقدي من نظام البرجوازية العربية التي هزمت في حرب 67 وبتبني الماركسية اللينينية كأيديولوجيا ثورية ومشددين على ضرورة أن تتحول الجبهة إلى حزب ثوري احتذاء بالنموذج الفييتنامي وغيره من النماذج الثورية التي نجحت في تلك الفترة، وعلى ما يبدو لم يكن في صفوف جبهة من يقدر أن يردّ عليهم في مواجهة نظرية، خاصة أن الحكيم جورج حبش كان وقتها قيد الاعتقال في سورية، وعلى ما يبدو أيضا كان طرح حواتمة وعبدربه مقنعا لأغلبية في الجبهة قامت بانتخاب مكتب سياسي جديد اختبر له (غيابيا) جورج حبش بالطبع، ونايف حواتمه للمرة الأولى، ووديع حداد وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن. نحن المؤسسين استوعبنا حدوث انقلاب ما في قيادة الجبهة خططت له هذه المجموعة ولكن لم يكن لدينا القدرة على الرد لانعدام معرفتنا النظرية (يعني كنا مش فاهمين شو عم بيحكو). وقتها وقف وديع حداد ورفض قبول المنصب قائلا ما معناه: ... أخت هيك مؤتمر يعطيني من الأصوات أكثر مما يعطي جورج حبش
وتبعه آخرون من مجموعتنا واستقالوا من المكتب السياسي مما أفقده النصاب القانوني، وهكذا ظهرت بوادر الأزمة. في هذه الأثناء نجحنا بتهريب جورج حبش من السجن السري وعاد إلى عمّان ليواجه الأزمة وكنا نعف أنه الوحيد القادر على الرد على حواتمه وعبد ربه. إجتمع المكتب السياسي القديم الذي أضيف إليه نايف حواتمه، ودارت مناظرة بين جورج حبش وحواتمه حول الموضوع، وبدا لنا (في حدود تفكيرنا آنذاك) أن الحكيم قد تمكن من تفنيد حجج حواتمه وإفحامه أي هزيمته نظريا. عندها ابتسم أبو علي مصطفى (ألله يرحمه) وكان شابا أسمر تجاوز لا يكاد يتجاوز الثلاثين، وقال لحواتمه بلهجته الفلاحيّة ساخرا: "والله إجا مين يعرفك يا بلّوط!"، وهذه كانت نهاية الأزمة الداخلية حيث انشق إثرها حواتمه ومجموعته مؤسسين الجبهة الديمقراطية.
الطريف أن الجبهة الشعبية نفسها تبنت الماركسية بعد هذه الحادثة بسنتين (يعني فهموها هيك فجأة؟
!وكما أسلفنا: إنها الماركسية أم العرافة