Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الثلاثاء، يونيو 19، 2007

Colateral Damage

عقب إحدى الغارات عام 2001

أول أمس



انضم عشية الأحد إلى قائمة شهداء الكولاتيرال داماج، سيء الحظ الجندي الأنونيموس الذي استشهد للمرة الثانية على ثرى الوطن الحبيب وهو يحاول التوازن على قاعدته المهتزة بفعل عوامل الحت والتعرية الأوسلوية، الجندي الأنونيموس يجلس الآن في برزخ ضحايا الموت العبثي إلى جوار بائع الفلافل عاشور وغيره من المنحوسين، بعد أن قام متشددون بنسفه وسحله في الطرقات...
شيد نصب الجندي المجهول في غزة في الخمسينيات كرمز لشهداء العمل الفدائي مصريين وفلسطينيين، وقف حاملا بندقية الكارل غوستاف (بورسعيد) مشيرا بإصبعه إلى الشمال أو الغرب لا أعلم. واسشهد للمرة الأولى لدى سقوط القطاع عام 1967. ولسوء حظه عاد مع عرفات والقوة 17 وأبطال أوسلو، المستمدين شرعيتهم من العمل الفدائي وجنوده المعروفين المجهولين الذين اختزلوا في كوفية الزعيم، ليقف مجددا في غزة، خارج السياق، مشيرا بنفس الاتجاه في فترة تعطلت فيها البوصلات.
تعرض الفقيد لعدة اعتداءات من أطراف مجهولة، كان أشهرها في عام 1997 عندما قام مجهولون آخرون (على الأغلب من هواة جمع الطوابع) بانتزاع البندقية، لتصحو غزة على جندي فيه خواء في الجانب الأيمن، مشيرا في اتجاه الفعلة. بعدها، ورغم إصلاح الضرر، كثرت الأضرار والثقوب في الفقيد نتيجة لوقوفه في طريق كل المسيرات المظفرة من أعراس واشتباكات متقطعة وقصف جوي وهرمونات ذكورة زائدة، وهو يشير بصبر إلى مكان ما.
تكتظ الصحف ببيانات النعي الصادرة عن أشاوس الثقافة الوطنية الفلسطينية"، والتي تدين هذا العمل الطالباني الأخرق وتبشر بانتهاء القضية الفلسطينية ومطلب الدولة الفلسطينية التي كان الجندي المجهول (حسب زعمهم) يرمز إليه. الجندي المسحول يشير في كل اتجاه، وحماس تشير في اتجاه جماعة السلف، وأصابع إعلام "الثقافة الوطنية" تشير إلى حماس...
أشاوس الثقافة الوطنية المتباكون على المرحوم الذي يرمز لشهداء العمل الفدائي لم يحركوا أصابعهم من أجل استرداد جثث أي من شهداء العمل الفدائي، القابعة في مقابر الأرقام، في قبور مجهولة لا يفك أرقامها إلا ذو علم.
أشاوس الثقافة الوطنية لم يحركوا ساكتا لإنقاذ تاريخ الحركة الوطنية وشهدائها، الذي أكله الدود في ملفات مركز الأبحاث الفلسطيني التي تركوها تتعفن في مخازن الثورة في الجزائر وفي غزة فيما بعد
أشاوس الثقافة الوطنية الذين مسخوها إلى فولكلور راقص تموله المنظمات غير الحكومية، وأزالوا منها كل ما يتعارض مع "ثقافة السلام"، يتباكون الأن على الفقيد.
ربما في نفس السياق يحزن
إلياس الخوري اليوم، فقط على اختفاء الكوفية واستبدال القناع الأسود بها..

الرمز، اي رمز، يأخذ قدسيته من الواقع الذي أفرزه، ويفقدها مع سقوط هذا الواقع. فقيدنا عاد لسوء حظه مع عائدي أوسلو، وعودته كانت إنجازا بحجم الإنجاز الذي تحقق بعودتهم.
العلم، الكوفية، النشيد، هي كلها أيضا رموز نفس الحركة الوطنية التي كان تعبيرها م ت ف، وكلها أيضا تتلطخ بما لطخها، وتسقط بدورها معها، ضحية للمقدمات والنتائج.
في الجزائر ابتذلت جبهة التحرير نضالات الثورة، ومسختها بدورها إلى فولكلور يمجد أقطاب النظام، واختزلتها في نصب الشهداء، فلم يكن نصيبه أفضل عندما طالته سخرية بلحاج، مسميا إيّاه "هُبل".
في العراق، وتخليدا لذكرى معركة الفاو، نصبت على طريق البصرة مئات التماثيل المجسمة لجنود يشيرون جميعا إلى الجانب الإيراني من الحدود. النظام يخلد معركته، وأبناء البصرة، الذين فقدوا الإيمان بالنظام ولم يئمنوا أصلا بقادسيته، يسمون الشارع بشارع الأصنام. انتهى النظام الذي لم يخلق مقومات للدفاع عن الوطن، وتحطمت مما تحطم من التماثيل تماثيل شارع الأصنام، وتناثرت مشيرة في كل اتجاه، وأكثرها يشير إلى بعضه البعض.
الحركة الوطنية الفلسطينية، برموزها وشعاراتها التي ابتذلت فشحبت فباخت، يزيحها التاريخ الماكر لتصعد حركة جديدة، برموزها وشعاراتها هي.
وحتى نتبين عمق القطع الثقافي بين الحركتين، سيكون من سوء حظ الفقيد أنه وقع بين نيران سدنة ولصوص المعبد من جهة، ومن جاء ليهدم المعبد ليقيم معبده هو، من جهة أخرى.

وإلى أن تتوضح أولويات الإله الجديد، وإلى أن يحسم التاريخ رأيه، أو على الأقل إلى صدور فتوى ما بأثر رجعي تعيد الاعتبار للفقيد، وباعتباري من أتباع الدين القديم ولم تعتاد مخيلتي بعد على الإله الجديد، فلا يسعني سوى أن أقول "إغفر لهم، إنهم لا يدرون ماذا يفعلون"
بعدين خلص بيكفي تعيّط، بكره بنصلّحك!

يتبع مع آخر إبداعات شاعر "الثقافة الوطنية" محمود درويش ودرر حسن البطل المنثورة في جريدة "الأيام"

10 Comments:

Blogger واحد إفتراضي said...

من طرفي, وبما إنها خريانة خريانة: أرجو من السيد اسماعيل هنية أيضا أن يشطب النشيد الوطني الفلسطيني المترهل :فدائي.. هذا نشيد صعد إلى السطح بمحض الصدفة, مغتالا جماليات النشيد الأصلي "موطني".. فهل سمعتم لماذا صار نشيدنا الوطني هو "فدائي" وليس "موطني" يا بقر, أم أنكم فقط شاطرون بالتثاؤب والتظاهر بحفظ كلمات النشيد في المهرجانات؟؟ هنالك قصة مثيرة قرأتها منذ أيام عن حادثة اختيار نشيدنا الوطني العرضية.. ومنذها وأنا أفكر في القضيةوها هو الإمام المجتبى أحمر يتحدث عن التراث الوطني ويقلب علينا المواجع, وآخ يا تيزي

السؤال الأهم هو هل بالامكان استغلال هذه الفرصة التاريخية من أجل القيام بحملة لتغيير النشيد؟
هذا ما لن نعرفه أبدا, في الحلقة القادمة من مسلسل : الإنقلاب والكباب

19 يونيو 2007 في 2:51 م  
Anonymous غير معرف said...

انا سمعت قصة هبلة عن تغيير النشيد الوطني من موطني الى اغنية فدائي من احمد دحبور و بصراحة ما فهمت منه شو كان يحكي ازا في مجال حدا يشرحلي ليش او يقللنا قصة ما لا تعرفونه عن النشيد الوطني

19 يونيو 2007 في 3:43 م  
Anonymous غير معرف said...

يا احمر الشغلة واضحة و بما انها لعبة كساسي في مين حاطط عينه على هالكرسي
ورمز رايح رايح
رمز جاي
وبعدين ليش يضل الزلمة طول عمره مجهول
مين واسطته ليركب على هيك كرسي
عبسي اولى ينحط على هالعمود

ابو حنفي

20 يونيو 2007 في 3:56 ص  
Anonymous غير معرف said...

lah lah lah lah,

al-jundi al-anonymous la zaal saamidan fi thara new york al-baasila!

Wu ya anonymous ma yhizzak reee7!!!

21 يونيو 2007 في 2:18 م  
Blogger أحمر said...

شفت؟ راحت عليك، مع إنو كنا على وشك نرقيك لرتبة ملازم أنونيموس

21 يونيو 2007 في 3:41 م  
Blogger ملاك said...

حسيت احسن شي اعلق فيه ع هالنص هو تعليقي ذاته ع نصك بتاع العلم و الكوفية


::

ايه الابجدية كلها بتزيد لذوعة و سخرية مريرة معك يوم بيوم

نص اخو شلن, عطفاً على ما سبق لي ان سكرت به من نصوص حادة السخط و الألم مقنعاً بالضحك أمس


فظيع يا زلمي, اموت و افهم كيف بتقدر تربط افكار هالقد متباعدة ظاهرياً ببعض, وتقدمهم بقالب لغوي هالقد جاذب للقارئ


::

وسلامات شيخي

22 يونيو 2007 في 1:44 م  
Blogger alzaher said...

بعد عدة أسابيع من سماع من يتحدثون عن وبإسم الشعب الفلسطيني ، كان من المفيد بالنسبة لي أن أعثر على هذه المدونة لأسمع عما يحدث في غزة من أهلها
عموما أحييك على مدونتك وأرجو أن نبقى على تواصل
عمرو من مصر

25 يونيو 2007 في 7:10 ص  
Blogger أحمر said...

ملاك: ماذا كان جوابي وقتئذ؟ آه صحيح: ميرسيييييييييي

عمرو: أيضا ميرسيييييييي، لكن يؤسفنس ويحز بقلبي أن أعلمك أنني لست من غزة، أنا من ... الذين يتحدثون باسم الشعب الفلسطيني
:)

25 يونيو 2007 في 1:42 م  
Blogger alzaher said...

أحمر
لا أهتم كثيرا إن كنت من أهل غزة أو من غيرها ، المهم إنك من فلسطين
أرجو أن ترد لي الزيارة في أي وقت تشاء على مدونتي
ملحوظة: تجولت في المدونة وأحب أقولك :أسلوبك تحفة
:)

26 يونيو 2007 في 5:57 ص  
Blogger محمد السيد..مش حاسكت said...

فعلا ... أشاوس الثقافة الوطنية في كل مكان يتباكون ويصرخون ويولون ....

فهم الآن يدعون خوفهم علي فلسطين ويهاجمون حماس و يتعاونون مع الخارج ....

في فلسطين ... في مصر .. في كل مكان ... الصوت بدأ يعلو تارة بالسب وتارة بالتخوين وتارة بالتخويف ...

فقيدك ... يوم جاء مع أوسلو وعرفات وفتح .. لم يأت .لكنه استبدل عمدا بدلا من حركة النضال والتحرير قبل أوسلو بحركة مسالمة هادئة متوائمة ... وبلغة أخري ... حركة ناسية متجاهلة مستسلمة ...

فقيدك وفقيدنا .... لم يعد بصدق مع من عاد يومها ...لكنهم أرادوا أن يصوروا لنا أنه عاد .. وأنهم يذكرونه ... وأن رمزيته تعني لهم شيء ..

من عادوا به في أوسلو ... هم من ضيعوه ونسوه وتجاهلوه ... من نراهم اليوم في فتح وفي الرئاسة وفي الإعلام الرسمي هم من نسوا الرمز وحقيقته ... هم من نسوا سنوت وسنوات من الجهاد والنضال ....

سيدي ....

عذرا ..فكل هؤلاء الأشاوس لا يتحركون إلا لمصلحة واحدة وهدف واحد .. وهم لم يهمهم الأمن المفقود في غزة من أيام ولن يهمهم كذلك الأمن المفقود الآن في الضفة ...

مايهمهم .. هم ... هم .... ولا أحد غيرهم .... ولن يسكتوا حتي يروا حماس والجهاد وكافة شعب فلسطين أسيرا محطما بائسا ... فتلك دعواهم ...

27 يونيو 2007 في 4:28 ص  

إرسال تعليق

<< Home