Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الجمعة، أغسطس 05، 2011

في حضرة التهليس

المتابع للحملة الشرسة التي يشنها البعض على مسلسل من إنتاج سوري عن الشاعر محمود درويش، (وطبعا هنا هذا المتابع هو أنا في زمن يفضل فيه أن يمثل كل واحد نفسه فقط ما دام"الشعب يريد" ولكن هذه قصة أخرى) ومع قراءة اللغة المستخدمة في محاججة صانعي وناقلي المسلسل يسترجع في الذاكرة أزمة الكاريكاتير الدانماركية والتشنج الذي أصاب الأمة الإسلامية التي نسيت إحتلال العراق ودارت في الشوارع تزبد وترعد وتنذر بالويل والثبور لقيام رسامي كاريكاتير دانماركيين (وهم فعلا عنصريين علاوة على رداءة الكاريكاتيرات) بتصوير النبي محمد... بالطبع لم يكن الموضوع جودة أو محتوى الرسومات بل كان ببساطة قيام شخص أو جهة ما بتصوير محمد، نبي المسلمين ورمز الأمة...
هؤلاء كانوا الإسلاميين والأمة التي ضحكت من جهلها الأممو، حارقو الكتب، مانعو الأفلام، غير الضاحكين للرغيف السخن، الـ ... أه لقيتها: الظلاميون!
البعض ممن انبروا يومها للسخرية من المسلمين الذين يتظاهرون ضد رسمة كاريكاتير ويتنطعون بحرية الفن والتعبير، يتظاهرون اليوم ألكترونيا وأمام تلفزيون سلطة رام الله (ياللبؤس) لتوقف عرض مسلسل يبدو رديئا عن حياة الراحل محمود درويش.
محور الاعتراض الأساسي هو أن المسلسل رديء الإخراج وأن الممثل الأساسي قد فشل في تقمص شحصية الراحل، التي لسوء حظ الممثل ما زالت حاضرة في ذاكرة المشاهدين وأن هذه الشخصية، الرمزية الوطنية المقدسة الخط الاحمر الشعبية الاشتراكية العظمى قد اهتزّت صورتها في أذهان مريديها...

كذلك يستحضر بعض الأشاوس ما يعتبرونه الهوية الوطنية الفلسطينية التي بات درويش من رموزها (وسنعود لهذه النقطة) ويلقي بها في وجوه العدى الذين هم تقليديا النظام السوري أو سوريا أو أي شيء سوري تتحسس منه الهوية الفلسطينية المجتزأة ويهدد بالتالي القرار الوطني المستقل، الذي لوّنه درويش نفسه بكل الألوان الشعرية ابتداء من بيروت ووصولا إلى أوسلو-ستان.
من العدم تظهر جمعية تقدم نفسها كالممثل الشرعي والوحيد لمحمود درويش وفوق رؤوس ورثته البيولوجيين وتلوّح بالقضاء، في حين يختلف الورثة البيولوجيون أحمد وزكي درويش حول مسألة الإعجاب بالمسلسل.

نقرأ عن 2000 مثقف (ألفان دفعة واحدة؟ ما هو المعيار الذي يحدد من هو المثقف؟) عربي وفلسطيني قد وقعوا عريضة طالبت بعد الحلقة الأولى بوقف عرض المسلسل، ونتذكر كم عريضة وقعها البعض منهم ضد الرقابة على الأعمال الفنية والأدبية وخاصة تلك التي قمعها الكهنوت الديني، فنكتشف الكهنوت الثقافي الناشئ ونستبشر بالحبال التي يحملها الجرّار إلى الرقاب.
ندقق بالأسماء، فنكتشف أن الموضوع ليس حتى انقساما حول تحريم أو تحليل عرض المسلسل، بل هو انقسام بين أعداء النظام السوري وبين من لا يعادونه أكثر مما يعادون أي نظام عربي مشابه، أي بين المتحمسين لسقوط النظام بأي ثمن وبين المتحفظين حول ما يجري في سوريا لاعتبارات ليبية، وبالتالي فلا جدوى من مناقشة الموضوع من منظور فني أو حتى حول حرمة تصوير الآلهة الحديثة في مسلسلات التلفزيون التي قد يحضرها البعض أو يغير البعض الآخر القناة. وسط هذه المحسوبيات يكون محمود درويش في الطيف العرفاتي، وهذا الطيف كما أسلفنا معاد لنظام الأسد ولكل ما هو سوري او عروبي (لأسباب تخصه هو)، بينما يقف المنتج في صف من يدافعون عن النظام، ولا عزاء للفن.


وحول هذا الاصطفاف الكاريكاتيري تقف نخبة رام الله الثقافية والفنية، وهم مثقفوا القرار الوطني المستقل الأعداء الفطريون لكل ما هو سوري ويتظاهرون ضد عرض مسلسل سوري حول كبيرهم هذا...

كبيرهم هذا هو الذي طوّع لهم اللغة لتختصر الوطن والقضية في بيت شعر حداثي تلغي بديهية الأرض وضرورة السلاح عند استمناء الوطن، وتحلّي لهم الهزائم وتميّع الخيانة وتضخم الذات الفلسطينيوية المنكفئة على نفسها. اختزل لهم فلسطينهم في حزمة رموز فاختزلوه إلها وعبدوه رمزا، وها هم يدروشون لدرويشهم..... درويشهم رمز فلسطينهم، وما أبأس هذا الدرويش وما أقبح هذه الفلسطين.

ملحوظة: كنت أود أن أعرف رأي السيدة فدوى طوقان في أداء الفنانة ريم سعادة لدور شخصها في المسلسل أردني الإنتاج إبراهيم طوقان.
ملحوظة 2: أستحضر الصديق صافي الذهن الذي قال تعالى (تعالى عن الدروشة مع الكهنوت): لا تلعن التلفزيون، بل إفتح كتاب شعر و... إقرأ

4 Comments:

Anonymous مدونة مقلوبة said...

رائع.. وذكرتني بعنوان لتدوينة قريبة.. اسمها "في حضرة الزبربر".. جميلة التدوينة.. تقبل تحياتي

22 أغسطس 2011 في 5:57 م  
Anonymous غير معرف said...

بإمكانك تسألها بقبرها لفدوى عن رأيها بتاريخها !!
أه آسف يمكن على سبيل الدعابة كانت ملحوظتك ... إذن اسأل محمود درويش عن رأيه بالمسلسل .

25 أغسطس 2011 في 12:08 م  
Blogger أحمر said...

مقلوبة: ميرسي.. ويلا فرجينا

مجهول: رأيها بتاريخها ولا رأيها بريم سعادة؟ محمود درويش ما رح تستفيد من رأيه، راح يلخمك وفي الآخر ما بياخذ موقف من شي... بس شكرا على النصيحة

25 أغسطس 2011 في 2:30 م  
Anonymous غير معرف said...

رأيها بريم سعادة :)

29 أغسطس 2011 في 5:16 ص  

إرسال تعليق

<< Home