Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الأحد، يونيو 03، 2012

مهرجان عودة الشهداء 2012: الوقائع الغريبة في اختفاء وظهور الآنسة مداحة




مجددا تلقي دولة إسرائيل للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية بعظمة فيلتقطها ويطليها بألوان العلم كإنجاز وطني جديد يعلقه نيشانا على بدلته السموكنغ بعد أن استهلك المرحوم عرفات دلاليات الميداليات على البدلة العسكرية..

لم تجد دولة إسرائيل من العظام ما ترميه لكلبها في رام الله، فرمت له هذه المرة بعظام الشهداء.. الكلب عاد فرحا ليدفن العظام في مهرجان وطني، وكاد أن ينسى حمل الورق الـ A4 التي قدمتها له دولة إسرائيل بأسماء الشهداء..
السلطة لا ترى حاجة إلى فحوص الحمض النووي، فحسن الشيخ يؤكد أن التدابيره هذه المرة كانت "محكمة".. أما أن تنبت مثلا لعبد الناصر البوز طاحونة من الذهب في سنوات الاستشهاد، فهذه طبعا منكرامات الشهيد ومن علامات الثقة بالطرف الآخر الذي لم يسرق السن الذهب.

على الورق الـ A4 مكتوب بالعبرية واحد وتسعين إسما، منهم خمسةعشر من شهداء السبعينيات والثمانينيات، ومنهم ثمانية أسماء لمنفذي عملية فندق السافوي عام 1975...



نواصل،الاسماء بعضها حركي والحقيقي منها لا يتفق مع الأسماء المعروفة، دونها غالبا على عجل المحققون الصهاينة لدى سؤالهم الناجي الوحيد من المجموعة عن أسماء رفاقه..

مداحة.... إيه؟


بين أسماء منفذي عملية السافوي يظهر إسم مداحة محمد. المنفذون ثمانية، الشهداء سبعة،الجثث ثمانية.. يعني فيه حاجة غلط... مين مداحة دي يا مرسي؟

مداحة تولد


إلى أن تثبت أرشيفات الثورة الفلسطينية العكس (ولن تثبت فهي كمصدر ورق هام وحيوي مشغولة باحتضان ساندويشات الفلافل في قطاع غزة، المحرر المحاصر)، نسمح لمخيلتنا بالتحليق فالانحراف فالجنوح ونخترع، كما اخترعت فتح الشهيد "الفسفوري" بطل معركة الكرامة، قصة لآنسة تدعى مداحة محمد... بنت عربية من الرملة مثلا، هاربة من بطش المجتمع الذكوري إلى أحد فنادق تل أبيب...

مداحة تموت


لوافترضنا أن الآنسة مداحة، تواجدت في فندق السافوي ليلة السادس من آذار 1975، أي ان العدو يكون قد وجد في أنقاض الفندق جثة لامرأة عربية، سيحسبها آليا من المخربين.
مداحةالمختفية من قريتها لا أحد يسأل عنها، فتدفن في مقابر الأرقام..
مداحة بجانب إسمها في القائمة تاريخ السادس من آذار 75 وفندق السافوي... تصل رام الله مع رفات الشهداء..

تنابل م ت ف الذين أحرقوا الكتب والملفات مع المراكب التي أحرقوها يوم عادوا إلى الداخل، نخبة السلطة، جهابذة الإعلام، يعرّبون اللائحة الإسرائيلية، وتستنسخ صحفهم بعضها في نشر الأسماء.. مداحة الآن صارت رمزا وطنيا من منفذي عملية السافوي.. عما قريب سيكتب المثقف العضوي حسن البطل في إحدى استمناءاته في جريدة الأيام عن المقاتلةالشابة مداحة محمد التي التقاها لأول مرة في مكتب عرفات في الفكهاني ليلقاها مجددامع الشهداء العائدين.. أهو كله كلام

مداحة مدفونة الآن في القبر الجماعي للشهداء "العرب المجهولين" الذي أقامته السلطة في رام الله..


مداحة تقوم


لنفترض الآن أن دولة إسرائيل، بعد نجاح حملات وقف العنف ضد النساء، وشعور محمد، أبومداحة، بتأنيب للضمير دفعه إلى السؤال عن كريمته، أو ربما ببساطة إمعانا بالمنيكة،عادت وطالبت السلطة الفلسطينية برفات المواطنة الإسرائيلية مداحة محمد المدفونة بطريق الخطأ في مقبرة الأرقام (عفوا الشهداء المجهولين) في رام الله..

هنا تكون السلطة قد أكلت الدور.. بالطبع لا تداعيات شعبية، فلا أرشيف ولا ذاكرة ولا من يحزنون عن جد، لكن تبقى مسألة تحديد هوية الآنسة مداحة التي ترقد الآن مع الرفاق في الفستقية الوطنية.. هنا ستضطر السلطة إلى عمل فحوصات ديه إن إيه على كل العظام، ليتم تسليم رفات صاحبة الشرف والعفاف المواطنة الإسرائيلية مداحة كاملا وغير منقوصل أبيها الحمش الذي سيدفنها مجددا بحضور وزير الدولة الإسرائيلي لشؤون الأقليات..


الحل الآخر لتجاوز مثل هذا السيناريو المكلف والمذلّ، هو تحويل رفات المجهولين إلى الأمن الوقائي في رام الله ليتولى التحقيق، ونحن على ثقة تامة بقدرة الأشاوس الوقائيين على انتزاع الاعترافات منها بالأسماء الحقيقية وبالجرائم الأمنية التي ارتكبوها، ليتم تسليمهم مجددا إلى "الطرف الآخر".

عزيزي عباس، مداحة دي تبقى أمك