Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الخميس، أكتوبر 13، 2011

أحد عشر كوكبا وقمر، واحمد سعدات، وحيفا

لن يسكب الكثير من الحبر (والألكترونات) عن إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو، لا لشيئ إلا لكون تضخّم الحدث في هذا الزمكان (يعني المنطكة هالكيت) يقنن استهلاك الكلمات وتعامل الذاكرة ويحدّ من القدرة على الاستيعاب مع الأحداث المتسارعة منذ سقوط بن على مرورا باحتلال ليبيا ووصولا إلى صفقة التبادل بفرحتها الناقصة..

حبر أقل يسكب عن إضراب المتضامنين خارج السجون،
في غزة حيث توقف الموت نفسه عن اجتذاب الكاميرات وصار الخبر يصبح خبرا إذا دخله مشاركة الألمان والطليان، وفي حيفا حيث "المخبّرين" أنفسهم مضربون عن الطعام، فيقنّنون الحركة.. والحبر..

"إننا نعيد حيفا إلى فلسطين"، يقول لك مهند الذي أعاد يوما بعالمه الإفتراضي فلسطين الأولى إلى الكلمة وفتح النافذة الألكترونية لنقذف خارجا النفايات الملونة بألوان العلم الفلسطيني ولنسمح للحلم بأن يحلّق من جديد..
"كسرنا سطوة الأحزاب المهيمنة على النضال"، يقول مهند ومعه مجد وجبران من الجيل الثاني من المدونين الفلسطينيين الذين تجاوزوا "مجلس الأئمة" المقبور وأثبتوا أن الحكي لم يخلص بعد..

مهنّد الذي ولدته "أمّ" مكسيم غوركي قالها ومضى.. مهند لديه الخبرة الكافية ليعلم ضرورة أن "تقولها" قبل أن تمضي، مهند شاعري يقول لك "قضت الرجولة أن نمد جسومنا" لتتذكر بنفسك أحمد العربي وحيفا التي من من هنا بدأت و"جسدي هو الأسوار"... مجد أصغر سنّا ويكتب بالتلقائية نفسها التي يتّخذ فيها قرارا بالمشاركة في إضراب ما عن الطعام.. مجد لم يجد وقتا ليقولها قبل أن يمضي، وربما لذلك تبدو تدوينته الأخيرة قبل الإضراب قمة في العبقرية وهي تتحدث عن الـ"نشويّات".. أما أبو الجبّ فما زال فيه رمق والكثير من الحكي لـ "يخبّر"...




أحد عشر رجلا وفتاة (وهنا ربما تقول جريدة الأيام إذا نشرت: يمثلون مختلف الأطياف السياسية والدينية في أراضي 1948، أو في إسرائيل إذا كان الكاتب هو حسن البطل)، أعادوا بإضرابهم الروح لحيفا وألقوا حجرا في الماء الراكد..

أحد عشر رجلا وفتاة، أميل (شخصيا.. حر بمدونتي أنا) لمتابعة إضرابهم أكثر مما تستهويني أخبار إضراب السجون، لا لشيء سوى أن كتاباتهم وموقعهم المتواضع على الفيسبوك أجمل تعبيرا من صفحات التضامن مع الأسرى ومواقع التنظيمات، ولأن لهم صورا بخلاف السجناء الذين بهم بوسترات فقط، ولإن لنا خاسكيه أجمل من كايد الغول (وهو لا أسير ولا مضرب، لكن يطلق تصريحات.... وله صور)، ولأن القلق المشوب بالزهو والتفاؤل بالجديد أفضل من الحزن المطلق الذي يعتريني في متابعة أخبار السجون (خاصة الآن بعد التبادل)، ولأن نزار جبران يعبر عن "الآن/هنا" بشكل أدق وأجمل مما يلغو به الوزير قراقع.

أحد عشر رجلا وفتاة.. من أين لي بهذا العنوان؟

ستة وعشرون رجلا وفتاة تبع غوركي؟ (يا إلهي تطلّعت في الغوغل طلع الرقم فعلا 26... يا أبو ذاكرة رقمية يا أنا...) وقتها كانت تطل عليهم الفتاة كل يوم وتسأل "كيف حالكم يا محبوسون؟"، كلا هنا الفتاة "محبوسة" معهم، وهم ليسوا في الحبس، بل في خيمة الاعتصام في حي الألمانية في حيفا، تمر عليهم رجالات (ونساءات) العمل السياسي في الداخل لتسأل، كيف حالكم... هنا يمرّ المحبوسون في عقلياتهم على الأحرار ليسألوا كيف الحال.

-أحد عشر رجلا وفتاة،
- من أحد عشرة كوكبا وقمر؟ مش وقت غزل أبو الشباب..
- لأ رفيق لحظة، عن جدّ .أحد عشر كوكبا وقمر، وأحمد سعدات، وألوف الأسرى، وأمامهم الآن/هنا الشمس والقمر ساجدين (شفت كيف، طلعت مش غزل) ليتوقف الزمن بعض الشيء (بينفعش نقول يتوقف الزمن بعض الوقت لأنه الزمن متوقف، بيصير الجملة متناقضة)، لنتملّى في هذه اللحظة..



ربما في هذه اللحظة تولد فلسطين من جديد لنسكب بعدها الحبر (والألكترونات) بأثر رجعي.. أو ربما هي فقط مجرد لحظة، قبل أن يسقط المطر ويبعثر الخيام والبوسترات.

إلى الرفاق، من هنا، من هامش الهامش.. تحيّة