حول البحر، والسور، وجفرا، والمركز، والأقاليم....
ماذا نكتب لنحيّي عكا؟ هل من جديد نكتبه فيضاف إلى ما كتب عن صمود "عروس البحر"، والسور، والأحياء القديمة، وجفرا، ومن لا يخاف البحر بدليل أنه يسكن على شاطئه، إلى غير ذلك من الاستعارات الأدبية الجميلة إذا صفّت على نحو ملائم... ماذا نكتب ليُقرأ؟ ليقرأ بطريقة عادية من اليمين إلى اليسار، من أعلى الصفحة إلى أسفلها، وليس "بالورب"، أي بالطريقة السريعة التي قرأنا بها تحيات الصمود: من إعلى الصفحة يمينا، مرورا بالمتن بحثا عن الكلمات التي نتوقعها، ووصولا إلى أسفل الصفحة يسارا، ثم عودة لقراءة الفقرة الأخيرة، لنحدد عبر "الاستنتاج" أو "أسلوب التحريض" التيار السياسي الذي ينتمي إليه الكاتب.
عزيزتي عكا، أعترف أنني، و"في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها أمتنا"، وتمرّين أنت أيضا بها، بطبيعة الحال، ولعسف الجغرافيا (ملعوبة هاي)، أمر أنا أيضا في أزمة إبداعية، تتشابه في خصائصها وفي تاريخ نشأتها وأزمتي المالية حيث الطفر هو الأصل، لكن هذا ما موضوع شخصي جدا ما كنت لأسمح له بأن يدخل بيننا في هذه السهرة لولا أن هذه مدونة شخصية وليست مكتبا سياسيا يتناول شؤو ن العامة بلغة عمومية، وكما ترين، عزيزتي عكا، فأنه جميل صف الكلمات وملء المقال، وحطّ في الخرج، علما بأنه ثالثا، وهو الأهم، هو أن هذه الفذلكة حول النصوص التي تدور حول البحر والسور وجفرا، هي أيضا محاولة لتصدير المسؤولية الشخصية جدا عن الأزمة وتحميلها للبرجوازية الصغيرة وللإنتلجنسيا العقيمة، وختاما للجماهير نفسها الت ما زالت تصفق عندما تسمع عن البحر، والسور، وجفرا، وعاصمتها القدس الشريف...
أين كنّا؟ أجل، تحية الصمود...
كما أسلفنا، عكّوكة قلبي، ما زلنا نعمل جاهدين على إبداع نصّ يخلو من عروس البحر، والسورـ، وجفرا، والبحر عموما بجميع متعلقاته وأكسسواراته، وهذه القطيعة صعبة ولا تصلح إلا مع بحر غزة، ذلك لأننا شربناه قبل عقد عندما شاء من شاء وأبى من أبى ولم يعجبنا اتفاق أوسلو... آخخ رجعنا نحكي سفالة..
المهم، حبيبتي عكا، عكعوكتنا، معبودة الجماهير هاليومين، ما زلنا متوقفين عند السؤال، أجل السؤال، سؤال الصمود، والتحية...
عكا، هيك حاف، إسمحي لي أقول لك، ما دام إنك صرتي هون، إنك ثاني "إقليم متمرّد" خارج عن الإجماع الوطني، بعد "المحافظات الجنوبية"، وبتعريف لجنة فتح المركزية، فكما ترين، عزيزتي، هناك أقاليم، بعضها يتبع مباشرة السلطة المركزية في رام الله، كمحافظة قلقيلية ولواء طولكرم، وإقليم أريحا، في حين هناك أقاليم "متمردة" على السلطة المركزية، مثل "المحافظات الجنوبية"، وبالطبع هناك أقاليم أخرى لا تتبع السلطة المركزية في رام الله وتتمتع بحكم ذاتي نص عليه اتفاق أوسلو للسلام، مثل إقليم تل أبيب، النقب، الجليل، لواء حيفا، محافظة صفد، وبلدية القدس، وتتمتع كلها بصلات طيبة مع السلطة المركزية في رام الله، التي لا تفصلها عن باقي أجزاء الوطن الحبيب سوى رمية باقة ورد من فوق الفاصل الإداري الإقليمي... الإسمنتي
فهمتي كيف؟
يعني ما يجري الآن يمسّ فعليا بقواعد الحكم الذاتي الثقافي الذي منحته السلطة المركزية في رام الله لليهود في الأقاليم الشمالية، ويهدد بتعكير جو علاقات التعاون البناء على جانبي الجدار، ويهدد بتوسيع التمرد إلى المستوطنات العربية المناطق غير محسومة المصير، مثل عرابة، سخنين، أم الفحم وغيرها والتي تهدد بالتحول إلى مناطق "حكم ذاتي داخل الحكم الذاتي" في إقليم الجليل، المحكوم ذاتيا بموافقة السلطة المركزية في رام الله وبمعاهدة أوسلو، كما أسلفنا..
فكما ترين، عكعوكتنا، المسألة أعمق بكثير من بحر عكا وأعلى من السور، وأقوى من الشدة وأطول من المدّة (رجعنا نخبّص)، المسألة ليست في السر الذي دفنوه سويّة على شاطئ عكا، بل هي بالدرجة الأولى، كما ترين، عزيزتي، ومن متابعاتي لجريدة الأيام، هي مسألة إدارية تتعلق بعلاقة المركز... بالأقاليم...
ملحوظة:
- رفيق، سمعت؟ سامي أبو زهري بيهاجم تصريحات وزير الخارجية المصري أبو الغيط ، وبيقول إنها ما بتمثّل الموقف المصري!
- أبو الغيط نفسه هظاك اللي ضربوه بالصرامي في الأقصى؟
- هوّي ذاتو (تصحيح، لا مش هو، مع حفظ المقام الوزاري)
- أكيد أبو زهري معه حق، لإنو اتصالاته مش على مستوى وزراء خارجية وهيك فعافيط، إنماعلى مستوى رئيس المخابرات المصرية، شخصيا
- آه فهمت، المصيبة إنو تكون تصريحات أبو زهري بتمثّل فعلا الموقف الحمساوي
عزيزتي عكا، أعترف أنني، و"في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها أمتنا"، وتمرّين أنت أيضا بها، بطبيعة الحال، ولعسف الجغرافيا (ملعوبة هاي)، أمر أنا أيضا في أزمة إبداعية، تتشابه في خصائصها وفي تاريخ نشأتها وأزمتي المالية حيث الطفر هو الأصل، لكن هذا ما موضوع شخصي جدا ما كنت لأسمح له بأن يدخل بيننا في هذه السهرة لولا أن هذه مدونة شخصية وليست مكتبا سياسيا يتناول شؤو ن العامة بلغة عمومية، وكما ترين، عزيزتي عكا، فأنه جميل صف الكلمات وملء المقال، وحطّ في الخرج، علما بأنه ثالثا، وهو الأهم، هو أن هذه الفذلكة حول النصوص التي تدور حول البحر والسور وجفرا، هي أيضا محاولة لتصدير المسؤولية الشخصية جدا عن الأزمة وتحميلها للبرجوازية الصغيرة وللإنتلجنسيا العقيمة، وختاما للجماهير نفسها الت ما زالت تصفق عندما تسمع عن البحر، والسور، وجفرا، وعاصمتها القدس الشريف...
أين كنّا؟ أجل، تحية الصمود...
كما أسلفنا، عكّوكة قلبي، ما زلنا نعمل جاهدين على إبداع نصّ يخلو من عروس البحر، والسورـ، وجفرا، والبحر عموما بجميع متعلقاته وأكسسواراته، وهذه القطيعة صعبة ولا تصلح إلا مع بحر غزة، ذلك لأننا شربناه قبل عقد عندما شاء من شاء وأبى من أبى ولم يعجبنا اتفاق أوسلو... آخخ رجعنا نحكي سفالة..
المهم، حبيبتي عكا، عكعوكتنا، معبودة الجماهير هاليومين، ما زلنا متوقفين عند السؤال، أجل السؤال، سؤال الصمود، والتحية...
عكا، هيك حاف، إسمحي لي أقول لك، ما دام إنك صرتي هون، إنك ثاني "إقليم متمرّد" خارج عن الإجماع الوطني، بعد "المحافظات الجنوبية"، وبتعريف لجنة فتح المركزية، فكما ترين، عزيزتي، هناك أقاليم، بعضها يتبع مباشرة السلطة المركزية في رام الله، كمحافظة قلقيلية ولواء طولكرم، وإقليم أريحا، في حين هناك أقاليم "متمردة" على السلطة المركزية، مثل "المحافظات الجنوبية"، وبالطبع هناك أقاليم أخرى لا تتبع السلطة المركزية في رام الله وتتمتع بحكم ذاتي نص عليه اتفاق أوسلو للسلام، مثل إقليم تل أبيب، النقب، الجليل، لواء حيفا، محافظة صفد، وبلدية القدس، وتتمتع كلها بصلات طيبة مع السلطة المركزية في رام الله، التي لا تفصلها عن باقي أجزاء الوطن الحبيب سوى رمية باقة ورد من فوق الفاصل الإداري الإقليمي... الإسمنتي
فهمتي كيف؟
يعني ما يجري الآن يمسّ فعليا بقواعد الحكم الذاتي الثقافي الذي منحته السلطة المركزية في رام الله لليهود في الأقاليم الشمالية، ويهدد بتعكير جو علاقات التعاون البناء على جانبي الجدار، ويهدد بتوسيع التمرد إلى المستوطنات العربية المناطق غير محسومة المصير، مثل عرابة، سخنين، أم الفحم وغيرها والتي تهدد بالتحول إلى مناطق "حكم ذاتي داخل الحكم الذاتي" في إقليم الجليل، المحكوم ذاتيا بموافقة السلطة المركزية في رام الله وبمعاهدة أوسلو، كما أسلفنا..
فكما ترين، عكعوكتنا، المسألة أعمق بكثير من بحر عكا وأعلى من السور، وأقوى من الشدة وأطول من المدّة (رجعنا نخبّص)، المسألة ليست في السر الذي دفنوه سويّة على شاطئ عكا، بل هي بالدرجة الأولى، كما ترين، عزيزتي، ومن متابعاتي لجريدة الأيام، هي مسألة إدارية تتعلق بعلاقة المركز... بالأقاليم...
ملحوظة:
- رفيق، سمعت؟ سامي أبو زهري بيهاجم تصريحات وزير الخارجية المصري أبو الغيط ، وبيقول إنها ما بتمثّل الموقف المصري!
- أبو الغيط نفسه هظاك اللي ضربوه بالصرامي في الأقصى؟
- هوّي ذاتو (تصحيح، لا مش هو، مع حفظ المقام الوزاري)
- أكيد أبو زهري معه حق، لإنو اتصالاته مش على مستوى وزراء خارجية وهيك فعافيط، إنماعلى مستوى رئيس المخابرات المصرية، شخصيا
- آه فهمت، المصيبة إنو تكون تصريحات أبو زهري بتمثّل فعلا الموقف الحمساوي