Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الثلاثاء، فبراير 28، 2006

!قال نصرة الرسول قال

أيها الإخوة المواطنون جاءنا الآن ما يلي،
فاسمعوا وعوا أثابكم الله وفرّج فروجكم
..
Charlie Hebdo بعصة جديدة، وفي الصميم، وجهتها جريدة شارلي هيبدو
الفرنسية إلى مؤخرة ما يسمّونها أو تسمّي نفسها الأمة الإسلامية، ليس فقط بإعادة نشر الكاريكاتيرات الدانماركية الغبية، ولكن بتخصيصها عددا كاملا للسيرة النبوية العطرة وبرسومات لا يمكن الادعاء بأنها تافهة أو رديئة، بل تمسح ببساطة الأرض بمحمد إبن آمنة وبكل لحى جماعة "نصرة الرسول". صحيفة شارلي هيبدو ليست على وشك الإفلاس كي ترفع نسبة مبيعاتها، وليست جريدة تمثل اليمين العنصري، بل هي بامتياز جريدة اليسار الفوضوي الفرنسي التي طالما شرشحت الدولة والكنيسة والعنصريين والمتدينين من كل الأديان…إلخ، جريدة ساخرة من الطراز الأول ووقعة أي جهة معها ستكون سوداء ومنيّلة بنيلة من حيث حجم البهدلة التي تترتب على الوقوع بين ريش رساميها.
..
الصحيفة تقول على لسان محررها أنها تدافع عن حرية الرأي الأوروبية وأنها تتضامن مع الصحفيين الذين فصلوا بسبب نشر الكاريكاتيرات في كل من شيحان الأردنية ولو سوار الباريسية، وفي نفس العدد تدعو إلى نشر الكاريكاتيرات في كل جريدة حتى لا يتمكن الإسلاميون من الاستفراد بجريدة واحدة وتفجير مقرها أو اغتيال صحفييها. شخصيا الموضوع بحد ذاته من الأهمية بالنسبة لي كما يهمني عدد الشعرات البيض في قرعة كبير المفاوضين صائب عريقات أو الشعرات الشقر فعلا في كسّ سهى الطويل، ولكن موقف شارلي هيبدو يدل ببساطة على منهجية وتصميم جهة غربية منسجمة مع ذاتها. أي أن القصة هناك قد بدأت فعليا الآن بعد أن تفشفشت فقاقيع الغضب الإسلامية.
..
أما الطرف الآخر، أي الأمة الإسلاميّة في الميّة، فقد أثبتت مدى عقلانيتها ورباط جأشها الذي لم يهتزّ في النوائب لا في فلسطين ولا في العراق، وبقيت مرابطة أمام شاشات الفضائيات ، ولم تتزحزح عن موائد الرحمن إلا للخطب الجلل الذي ألمّ بحمّودة إبن آمنة، فمسحت الأرض بعلم "إمبراطورية عظمى" كالدانمرك وأجبرت العلوج الدانماركيين على عمل رزّ بحليب ومهلبية بعد أن لم ينفع البكاء على اللبن المسكوب، قبل أن تعود بشقيها الشيعي والسنّي إلى شاشة الجزيرة لتتابع بقلق معارك الشيعة والسنّة في العراق، التي اندلعت، بدورها، غيرة على المقدسات.
..
إذا كان ما يحرك هذه الأمة وينزل صناديدها وماجداتها إلى الشوارع ويجعلها تضحي بالزبدة تحت طبقة العسل (وهذا طبعا الغذاء اليومي لكل عربي من المحيط إلى الخليج)، إذا كان المحرّك هو إهانة الرسول، فنقول لهم طيّب شباب، يلاّ إستمروا وقاطعوا وإلعنوا ربهم، لكن إعملوا شي..
..
فا
..
هيا تفضلوا وقاطعوا فرنسا (أو على الأقل لا تقبلوا سفينة الإسبست التي رفضها الهندوس الكفرة)! وين النشامى يا حيف؟
ومن هذا المنبر نداء إلى أحرار الغرب وعلمانييه الحقيقيين،
إلى الذين يعادون المشروع الإمبريالي،
إلى حركة السلام الأمريكية،
إلى حركة نساء في السواد،
إلى إللي يحب النبي
إلى آخره،
بأن يستمروا بنشر الصور والكاريكاتيرات وأن يورّطوا فيها كل الدول والأنظمة لأنه على ما يبدو فإن كل مشاريع المقاطعة والتعبئة الجماهيرية قد فشلت ولا حل إلا بنصرة الرسول، ورقة التوت الأخيرة
..
وا

!عليهم يالعربان

الأربعاء، فبراير 22، 2006

"خرط القتاد"


وتابع أبو علي شاهين:ان اقتحام مكاتب بالطريقة التي تم بها اقتحام مكتب الأخ خريشة ......., فهذا الاقتحام لا ينم إلا عن حقيقة واحدة وهي أن البعض جاء ليتطهر من العهد البائد وغاب عن هؤلاء أن المرحلة السابقة هي صناعة يد منظمة التحرير مائة بالمائة ولا يجوز لأحد أن يقتلع منظمة التحرير من السلطة الوطنية الفلسطينية ولا يستطيع أحد أن يقتلع أعضاء أو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من السلطة الوطنية الفلسطينية ,فهؤلاء على ما يبدو لم يستوعبوا الدرس بعد ......متسائلاً: إذا بدأ العد التنازلي في المجلس التشريعي هكذا فما أدراك ماذا سيكون الحال في مواقع أخرى؟.وأخيراً أكد أبو علي شاهين أن الاقتراب من لقمة عيش أي مواطن فلسطيني في أي مكان وزمان "هذا الأمر دونه خرط القتاد
.........
له له له لهلهلهلهلهلهله
انتقد صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي حركة حماس بسبب ما سماه احتكار هيئة رئاسة المجلس التشريعي لأعضائها فيما لم تعين كما كان متبعا في السابق نائباً من أعضاء المجلس التشريعي المسيحيين لرئيس المجلس عزيز دويك. وقال عريقات في تصريحات صحفية أمس: "أنا استغرب هذا جدا فالمجلس التشريعي الفلسطيني منذ عشر سنوات كرس مبدأ الشراكة وأن يكون هناك أخ وأخت مسيحية نائبا لرئيس المجلس
.....
?????القانون
وفي صعيد متصل قال النائب عن حركة فتح ماجد ابو شمالة ان قرار دويك بتجميد كافة قرارات المجلس التشريعي السابق هو انقلاب واضح ويتناقض مع القانون الفلسطيني
....
ودعا دحلان، خلال كلمة مقتضبة ألقاها بعيد افتتاح الصالة الجديدة لمغادرة المسافرين شارك فيه الجنرال "بترو بستيليزي"، رئيس فريق المراقبين الأوروبيين، دعا الحكومة الجديدة للحفاظ على اتفاقية تشغيل المعبر، التي توصل إليها الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، برعاية أميركية مؤخراً، مذكراً بالجهود الكبيرة التي بذلت من أجل التوصل إلى هذه الاتفاقية وافتتاح المعبر، الذي حول قطاع غزة من سجن كبير إلى منطقة مفتوحة على العالم، وبذل ما يستطيعون من جهود من أجل الحفاظ الاتفاقية التي وصفها بالإنجاز المهم، والعمل من أجل ضمان استمرار وجود المراقبين الأوروبيين، متحدثاً عن الفرق في معاملة المسافرين على المعبر، في ظل خضوعه للإدارتين المصرية والفلسطينية، وحين كان تحت سيطرة الاحتلال
.....
الايام"2006.03.01:
قال دحلان إنه سيستنفد جهده وعمله في الـمستقبل في حركة فتح وعمله في البرلـمان، مؤكداً أن ذلك كان يشكل 1% من عمله في الـماضي
.......
فعلا صدق الإمام
"شعب أخو منيوكة"

! نهارنا فلّ

الثلاثاء، فبراير 21، 2006

!… وجدتها

يوريكا… يوريكا
وألله لا يورّيكا
...........

نظرا للتطورات والتألّبات والتقلبات التي تشهدها المنطقة، انعقد اجتماع طوارئ في غرفة عمليات الشيخ الأحمر في ظل حماره الشهير ترأسه سماحته وكلّ من المزولة الروسية (يسارا) وعلبة الغولواز (يمينا) إضافة إلى ضمتي خسّ بصفة مراقب، وبعد تدارس أبعاد الموقف وتمحيص الخلفيات ومناقشة المقدمات والنتائج، لخص الحضور الموقف وأبعاده كما يأتي:
أولا: إسرائيل والولايات المتحدة تطالب السلطة بالقضاء على الإرهاب واعتقال قادة حماس
ثانيا: حركة حماس تطالب بتشكيل الحكومة وبمحاسبة ومعاقبة رؤوس الفساد
ثالثا: إسرائيل تهدد بعدم السماح بمرور أعضاء التشريعي الحمساويين عبر الحواجز لحضور جلسات التشريعي
رابعا: الاتحاد الأوروبي وأمريكا يرفضان حتى الآن التعامل المباشر مع حركة حماس
خامسا: الجبهة الشعبية تطالب بحوار وطني شامل وحقيقي يضم كافة الأطراف، كما تطالب بأن يترأس الرفيق أحمد سعدات المجلس التشريعي باعتباره رئيس الكتلة البرلمانية الثالثة، وتتمسك بحضوره وكافة النواب المعتقلين جلسات التشريعي


……….لذااااااااااااااا
:بعد تحليل الوضع، وضرب الودع، واستقراء الحقائق، وجدنا الحل اللائق


ينقل المجلس التشريعي وأعضاؤه من أبو ديس (وعاصمتها القدس الشريف) إلى
سجن أريحا،
وتحت الحراسة الأمريكية والأوروبية


:وبهذا
أولا: تتم ترضية الطرف الأمريكي الإسرائيلي باحتجاز قادة الإرهاب
ثانيا: تنال حماس حرية تشكيل الحكومة التي تعجبها، كما يتم احتجاز رؤوس الفساد وعلى رأسهم دحلان (الرجوب طبعا نفد لأنه سقط في الانتخابات، لكن ممكن أن يعرض عليه المشاركة في حكومة تكنوقراط تزاول أعمالها أيضا من أريحا) وبذلك تتم تلبية مطالب حماس والجماهير
ثالثا: يتم تجاوز التهديد الإسرائيلي بعدم تسهيل حركة النواب
رابعا: ممثلو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيضطرون للتعامل اليومي مع أعضاء الحكومة الفلسطينية الجديدة
خامسا: يترأس الرفيق أحمد سعدات المجلس التشريعي باعتباره أقدم النزلاء، ويستخدم صلاحياته من أجل وضع الحوار الوطني الشامل والحقيقي والبناء وأيضا مسألة إعادة تفعيل م ت ف على رأس جدول الأعمال

وبذلك نكون بضربة واحدة قد أرضينا جميع الأطراف، وضمنّا استمرار تدفّق التمويل الأوروبي مع احترام رأي الناخب الفلسطيني والقرار الوطني المستقلّ، ونعيش في ثبات ونبات ونخلّف صبيان وبنات بفيونكات

يوريكا… يوريكا

الاثنين، فبراير 20، 2006

الجوكر يمينا

...
"لا تمت قبل أن تكون ندا"
.....
!.....وعجبي

الجمعة، فبراير 17، 2006

لأ خلص فرجت

القدس ـ رويترز: قال الدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت الذي يعيش في المنفي امس الاربعاء انه يسعده الاجتماع مع اعضاء من حركة المقاومة الاسلامية (حماس)
...................

الخميس، فبراير 16، 2006

الجوكر

في هذه اللعبة الرباعية بين حماس وفتح والصهاينة والعالم (يعني هنا الدول التي لها مصالح غير مصالح الولايات المتحدة) يوجد عنصر تشويق، باعتبار أن كل طرف ما زال أمامه عدة خيارات وطبعا يؤثر كل خيار على خيارات كل من الأطراف الأخرى، يعني لعبة تركس بامتياز تكون أيضا كومبلكس في بعض دوراتها .
اليسار خارج اللعبة تماما ويتأمل ويحرك بأصابعه ورقة الجوكر التي أخرجها اللاعبون من الأوراق، وبأحسن الأحوال وإذا حسم موقفه فقد يغشش اللاعب الفتحاوي أو الحمساوي، وطالما لم ينهض عن الطاولة ويشوف له شغلة تنفعه أو يعملّ له على الأقل كبّاية شاي (طالما هو غير قادر على قلب الطاولة) فخياراته على الطاولة محدودة جدا ويمكن توقعها: يحرك الجوكر المكشوف وغير المحسوب باللعبة يمينا، ثم يسارا، ثم يمينا، ثم يسارا…إلخ
غزة ، رام الله - "الأيام": تجري الكتل البرلمانية الصغيرة في المجلس التشريعي مشاورات ولقاءات مستمرة، من أجل التوصل إلى تشكيل كتلة نيابية موحدة
وقد أعلنت الجبهة الشعبية عن نيتها المشاركة في حكومة "حماس"، وذلك بخلاف الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب اللذين لم يعلنا بعد موقفهما النهائي من المشاركة. وقال مسؤول رفيع في الجبهة: "كان موقفنا على الدوام أننا سنشارك في أية حكومة نتفق مع برنامجها السياسي والاجتماعي،
".واشار أحمد سعدات الى ان الجبهة ستختار من يمثلها في الحكومة من خارج المجلس التشريعي، تجسيدا لموقفها الداعي للفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية
ترم ترم الله أكبر

الأربعاء، فبراير 15، 2006

……لينا التي

مدخل

هنا، يتساقط ثلج خفيف يجبرني على الابتسام وأنا أمر بباب بيتها، أو البيت الذي كان بيت لينا، غير بعيد من هنا سقطت لينا أخرى وما زال دمها حسب أقوال الشاعر يغني رغم أن الغناء في جو المدينة الحالي هو بأحسن الأحوال غير مستحسن

في مكان قريب أيضا (باعتبار أن كل الأماكن قريبة في مدينتنا) ترقد شادية أبو غزالة* في قبر مهمل يتوارى بين أشجار المقبرة (عثرت عليه أو عثرت به ذات مرة صدفة أثناء هروب عبر المقبرة) على مبعدة من تجمع قبور الشهداء فتنساه الأكاليل ويفوته المهرجان الخطابي الذي تتقاسمه التنظيمات يوم العيد، وما زال بالإمكان تبين نقش العلم الفلسطيني الصغير الذي زينه يوم كان هذا العلم تهمة يعاقب عليها القانون (قبل أن نطفح به بهذا الشكل الفج في كل وثائق السلطة ومهرجانات المبايعة)، وبقايا عبارات نقشت على الحجر


أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح
…….

يعيدني البياض إلى يوم ثلجي آخر عرفته مدينتنا
كانت أول أيام 1992، وأول مرة يرى فيها أبناء جيلي الثلج يغمر المدينة، فقمنا بتقليد ما كنا نعرفه فقط عبر شاشات التلفاز، فتتطاير الكرات الثلجية في معاركنا السلمية (النادرة في تلك الأعوام)، ونحتار في كيفية بناء رجل ثلج، وكان جنود الاحتلال أيضا فرحين بالثلوج فباتوا أكثر أريحية فاستغللنا الموقف وتجرأنا على الالتفاح بالكوفية دون خوف من كسر أحد الأطراف وطبعا كان هذا التجوال الحر بالكوفية دافعا أقوى لالتقاط الصور من الثلج نفسه
يومها التقطت لها، غصبا، الصورة اليتيمة التي تختفي أحيانا فلا أجدها عندما أبحث عنها في مطاردة للذكريات، أو أجد أثناء البحث صورا أخرى تنكأ بدورها أجزاء أخرى من الذاكرة، لتعود تلك الصورة بالذات وتفاجئني في موضع وزمان
آخرين فتنفض غبار النسيان وتنكأ جرح العار

مقدمة نظّرية

كانت نهاية الثمانينات ومطلع العقد التسعيني، حيث أقنعنا الإعلام وصورنا في التلفاز وإذاعة أحمد جبريل (الإذاعة العربية الفلسطينية على طريق تحرير الأرض والإنسان) وقيادات الثورة أننا أبطال الحجارة وجيل النصر، وعاد مصطلح الانتفاضة بعد أن كان سابقا مرتبطا بهبّة يوم الأرض عام 1976 (وقتها سقطت لينا النابلسي بين من سقطوا، ولم أصدم كالآخرين بمقتلها لكوني لم أكن وقتها قد أفقت بعد من صدمة رؤية النور لأول مرة) .

كنا بين الثانية عشرة والرابعة عشرة من العمر، وكنا نتعثر في خطواتنا الأولى فيما بدا لنا يومها ثورة، ونشعر بالأهمية عندما نطالع أولى الكتب والكراسات الممنوعة ونتناقلها وأشرطة الأغاني الوطنية بسرية رسائل الغرام، نتمثل أنفسنا في كتابات يوليوس فوتشيك ومكسيم غوركي ومحمود درويش، وعندما كانت إلى جواري تتلثم بكوفيتها كنت أتخيل نفسي مكان بافل كورتشيغين (هكذا كان اسمه؟) بطل رواية "كيف سقينا الفولاذ" وحبيبته التي فصلته عنها الأحداث ليعود ويلتقيها مرة أخرى بعد انتصار الثورة وفي مؤتمر الحزب مرتدية بزّة عسكرية

كانت أيام القيادة الوطنية الموحدة "ق و م"، وكان مراهقو وشباب الحارة كل في تنظيم، لكن في مجموعة عمل واحدة، وكان الفارق بين إبن الجبهة وابن فتح أن الأول يعتبر العائلة الغنيّة في حينا برجوازية عفنة ويسرق اللوز من حديقتهم أكثر من الحدائق الأخرى، أو يلقي أحيانا كيس نفايات فيها، في حين كان إبن فتح يعتبرها برجوازية وطنية وأن تحرير فلسطين كفاح وطني وليس صراع طبقي حتى يبتّ أبو عمار في الأمر.. ويشترك كلاهما في اختلاس النظر إلى الإبنة الكبرى عندما تخرج إلى الشرفة ويحاول كلّ لفت نظرها إلى نضاله في الشارع.

كنا نعتبر أنفسنا أبطال الثورة والعمل السرّي (مع أن كل أهل الحي كانوا يعلمون بنشاطنا باعتبار أن بعض الجارات لا يفارقن النوافذ والويل لأحدنا إذا وصل الخبر للأهل)، وكانت تصورنا عن الحريّة هو أن نجول (إلى ما لا نهاية) كأبطال التحرير في شوارع "الوطن المحرّر" في سيارة جيب عسكرية يزينها علم فلسطيني ضخم، وفيها جهاز راديو يبث أغان وطنية بصوت عال، وطبعا مرتدين نظّارات سوداء ويدانا تقبض على بنادق الكلايشنيكوف… تناقض؟ لا، فقد كنا ببساطة أطفالا

لينا

وكانت معنا لينا
لينا كانت أشجعنا في تلك الأعوام التي تبدو في الذاكرة كلها شتوية، ربما لأن رائحة الكوفيات الرطبة التي خبّأناها في المزاريب وفتحات الجدران وبللها المطر، ورائحة المطر عندما يختلط بدخان الإطارات المشتعلة والغاز المسيل للدموع تعلق لمدة أطول بالألبسة، وبالذاكرة

كانت تنظر إليّ بازدراء عندما أرتجف بفعل الخوف أو البرد (لست أدري)، فأذكر عينيها قبل سنوات مضت وهي تصعد بضفيرة شعرها الأجعد باص مدرسة الأطفال وتأخذ مكانها بجانبي، وأتذكّر بافل كورتشيغين فأستجمع ما تبقى من شجاعة حتى لا أسقط من تلك العينين
عينيّ لينا التي كانت آخر من يهرب عندما نختار هدفا سهلا كسيارة الجيب الثلاثي المكشوف (الصرصور)** فتفاجئنا دورية المشاة، فلا تدير ظهرها قبل أن تستقبلهم بحجر أو اثنين
لينا إبنة الرابعة عشرة التي جرّت جثمان الشهيد إلى بيتهم، وعندما مزّق الجنود ذرات الهواء بحثا عن الجثة غطتها ونامت إلى جوارها في السرير، فهزمت ضفائرها الشقراء جندي الاحتلال ولم يقترب

لينا، إبنة الثالثة عشرة التي تهدد التاجر الكبير الذي يسوّق البضائع الإسرائيلية، ويصفعها ولا تخفض عينيها وتتوعده بصوت لا دموع فيه بحرق المتجر قريبا، ولم يحرق المتجر، وإن صرنا في تلك الفترة نعرف مسؤولي التنظيمات من أحذية
وسجائر "تايم" الإسرائيليةالتي يتباهون بها GALI

لينا التي،
لينا التي، ومرت أعوام المطر،

لينا التي ما كادت تكتمل أنوثتها وينمو ثدياها حتى انقضت عليها وتناهشتها "الفهود السود" و"النسور الحمر"، ولم نلاحظ نحن السذّج ابتعادها التدريجي عن عالمنا البريء، ربما لانشغالنا بمراقبة كل شيء وتسليم التقارير الأمنية والأخلاقية، للفهود وللنسور

في مدينتي تنضح الجدران بالحكايا قبل أن تلوكها الأفواه في ساعات الكسل، وفي النهاية قام حماة الثورة من فهود ونسور بالتحقيق مع أنفسهم، وبـ"تأديب" البعض، وبإعلام العائلة، وطوي الملف، وطويت صفحة لينا، تنظيميا

ربط والدها جدائلها الشقراء بقضبان النافذة وانهال عليها لكما وصفعا، وتم (حسب ما قيل) تزويجها لقريب يعمل في السعودية، وطويت صفحتها، عائليا

ونحن؟ نحن خذلناها. لم نعد نتكلم عنها، وبقي القادة هم القادة، وواصلنا تنفيذ أوامر الفهود والنسور، ولم أعد أتمهل في السير عندما أقترب من باب بيتها (كما كنت أفعل طيلة السنين السابقة أملا بأن تكون على العتبة أو في الفناء فأحادثها قليلا)، وخبّأت الصورة في مكان بعيد عن عينيّ أمّي وأيدي أخوتي الصغار
ومرّت التسعينيات والأصفار، وازداد المكان كآبة

.....وبعد

على الرف أضيفت إلى رواية "كيف سقينا الفولاذ" كتب أخرى واحتل المخيّلة أبطال جدد غطت ظلالهم طيف بافل كورتشيغين إلى أن تلاشت بدورها بعد أن تجاوزت سن الانبهار، وتوسع مفهوم الحرّية باطّراد مع ضيق مساحة الوطن ونقص الأكسجين، وشرب قبر شادية أبو غزالة الكثير من ماء المطر وربّما ازداد انطواءا بعد أن توقفت عن وضع الزهور هناك،
الفهود والنسور السابقون يجوبون اليوم شوارع الوطن الذي لم يتحرر في زي رجال الشرطة والأمن، و بجيباتهم التي ترفرف عليها أعلام ضخمة رباعية الألوان لا تذكرني بأعلام تلك الأيام، ومذياعها يبثّ أغاني غريبة، ويرتدون نظاراتهم السوداء ويقبضون أيضا على بنادق الكلايشنيكوف
أما لينا التي تفاجئني دوريا عبر صورتها أو مع أولى طلائع الثلج، فقد ترقد مقطوعة الرأس في قبر مجهول في مكان ما، أو على الأغلب تحت زوجها أيا كان، يهرب إلى حرارة جسدها من رطوبة المكان الخانقة، وربّما تهرب هي من الرطوبة، ومن جسدها، إلى ذكريات أيام المطر

أنظر إلى الثلج يغطي بالتدريج شجرة الصنوبر المقابلة، وأتذكر الانكسار العقائدي الأول


هامش
*
شادية أبو غزالة من أوليات المناضلات الفلسطينيات بعيد انطلاق العمل المسلّح، انخرطت في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. شاركت في الدفاع عن المدينة عام 1967 واستشهدت عام 1968لدى انفجار عبوة ناسفة كانت تقوم بتحضيرها
**
كان الجيب الصغير المكشوف ذو العساكر الثلاثة هدفا سهلا باعتبار سهولة الهرب، حيث يستحيل أن يلاحقك جندي بمفرده، كما لا يمكن أن يلاحقك اثنان تاركين الثالث لحماية السيّارة لوحده، على عكس العربات الكبيرة التي قد يخرج منها عدة جنود يمكنهم الركض خلفك إلى ما لا نهاية أو بالطبع دورية المشاة التي لا ترتبط بعربة وتتمتع بحرية حركة أكبر

الجمعة، فبراير 10، 2006

مع الاعتذار لسميح شقير


بانتظار انقلاب دحلان العسكري، أو مصرعه رميا بالرصاص على أيدي مافياه أو دوسا بأحذية الجماهير

لم يعد في مطبخ الثورة طناجر
كان عربيدا وفاجر
خانيونس
أيها الجرح المعاصر
أترى تكفي اللجان
وانتخابات "القوائم"
ووصايا الشهداء
ونداء للتلاحم؟

!علمتنا فوهة الرشاش ما معنى التفاهم

حين نادى الثائرون
وحدوا درب الشعاع
قال تجار الدماء
لا حوار مع الرعاع

فبالحذاء

بقعة حمراء وانزاح الغمام
إنه طبع الصراع فلا أمان
لك لا أمان
يا ابن القحبة
دحلاااااااان
كيف تبني سلطة العملاء في هذا المكان
دون دعم الأمريكان؟

الخميس، فبراير 09، 2006

! بعد أربع سنوات ,حكى بدرييييي

"سرايا القدس" وكتائب الأقصى تحظران على عناصرهما استخدام الهواتف النقّالة تحسباً من قيام الاحتلال برصدهم
غزة ـ المركز الفلسطيني للإعلام
أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، مساء أمس الأربعاء أنهما وزعتا بياناً داخلياً على عناصرهما يحظر عليهم استخدام هواتفهم المحمولة تحسباً لقيام أجهزة استطلاع صهيونية برصدهم واستهدافهم.
وقالت "سرايا القدس" وكتائب شهداء الأقصى في البيان أن حظر استخدام بعض الأنواع من الأجهزة جاء بعد تحقيقات وفحوصات أجرتاها حيث تبين أن هذه الأجهزة يمكن تحديد مكانها من خلال أقمار صناعية تعطي إشارة أو ذبذبات لطائرات الاستطلاع "الزنانة" بتحديد مكان الشخص المتحدث وتقوم بإطلاق الصاروخ صوبه مباشرة

الأربعاء، فبراير 08، 2006

! هيا رفاق, هاراكيري

أخيرا، وبعد صمت رهيب، صدر بيان الجبهة الشعبية (3 مقاعد) حول نتائج الثانوية العامة، عفوا الانتخابات، وجاء فيه:

4) تأسيساً على ما سبق ندعو كل تيارات العمل السياسي الفلسطيني الى ادارة حوار وطني شامل ومسؤول من اجل التاكيد على مبدا .الشراكة السياسية والتوافق على رؤية موحدة لادارة الصراع مع العدو الصهيوني وجسر التناقض بين مرجعية السلطة ومرجعية م ت ف ووضع جدول زمني لانجاز ملف اعادة بناء المنظمة كمرجعية سياسية عليا لشعبنا في الداخل والخارج .
*****
يعني هذه تتطلب تظاهرة حمراء ضد هذا "الكاريكاتير المسيء
أو هاراكيري، والله أشرف

لم يعد شواغر


المتابع للتصريحات التاريخية التي يطلقها "المناضل الرمز" محمد دحلان عبر الأثير في الآونة الأخيرة يصل إلى انطباع بأن
سلطة الحكم الذاتي في فلسطين هي بجدارة دولة مؤسسات تتمتع بسيادة القانون الذي يحد صلاحيات كل طرف وبشفافية تحسدها عليها دول نامية مثل السويد والنرويج (ربما بدافع هذه الغيرة والحسد أعيد في تلك الأخيرة نشر الكاريكاتيرات)، وهكذا بدأت أشعر بالذنب لما اقترفه الناخبون الناكرون للجميل الذين اختاروا حماس بدافع الملل في دولة الرفاهية التي بنيت بسواعد دحلان وأطنابه، رفاهية لدرجة أن الجماعة قرروا أن يضعوا 700 مليون دولار جانبا ويحوشوهم لنا حرصا على مستقبلنا الرغيد من تقلبات الزمن (أو تألّبات التأس على رأي الكوافير اللبناني جورج سركيس وشامبو بروتين واحد وعشرين)،
:وللاستزادة نقتطف باقة من أقوال فخامته، حيث استطرد وقال
غزة ـ يو بي آي: نفي محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد عن حركة فتح قيام أي مسؤول فلسطيني بالهرب خارج قطاع غزة علي خلفية اتهامه بالفساد.
.ودعا محمد دحلان جميع الاطراف والجهات الاخري بما فيها حركة حماس التي ستشكل الحكومة الي تقديم ما لديها من معلومات عن اي ملف فساد للنائب العام الذي سيخضع هو ايضا لمؤسسة الرئاسة الفلسطينية.
وقال دحلان للصحافيين في مكتبه بغزة امس ان التفويض الذي اخذته حركة حماس هو لادارة الحكومة التي مرجعيتها السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية
.وأكد أنه لن يتغير شيء جوهري في المؤسسة الامنية سواء التابعة للداخلية كالامن الوقائي والشرطة والدفاع المدني، او التابعة للرئاسة الفلسطينية كالامن الوطني والمخابرات.
وقال دحلان وهو مؤسس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة لا يستطيع احد ان يتعدي علي حقوق اي موظف في الاجهزة الامنية، واي تغيير قد يقره وزير الداخلية الجديد يجب ان يوافق عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس سواء في التعيين او الاقالة .
يعني انتا رايح فين؟ فاكر ما فيش آنون في البلد دي يالدلعدي؟

الجمعة، فبراير 03، 2006

بعض ما تيسر من أخبار الشيخ الأحمر


ورد في سالف الأخبار، وغابر العبر والأمصار، أن رجلا من غمار الموالي مجهول الهوية والنسب، قد مر على حماره معتمرا عمامة حمراء، بخربة في أكناف بيت المقدس يقال لها رام الله، فإذا برجلين جالسين على غصن زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء (وهذا من المواد المشعة التي دفنها يهود في المكان)، وقد جعلا وهما جلوس على الغصن يقطعانه بآلة رآها مرة عند الأعاجم يقال لها المنشار، فعجب من حالهما فترجل عن حماره وصاح: "يا قوم! إن هذا لمن العجب العجاب، فوالله لو استرسلتما في غيّكما هذا لهوى بكما الغصن وكنتما من الخاسرين!"

فنظر أكبرهما إليه شزرا ورد عليه بلكنة أهل ذاك الزمان: "ولك فال الله ولا فالك يا زلمي"، ثم أغلظ له في القول وأسمعه كلاما لم يرق له، وما زال مع صاحبه يقطع الغصن.
فما كان من صاحبنا إلا أن بسط عباءته تحت الحمار وأخرج من جعبته علبة قولواظ أحمر، ومؤشر للميقات* من صنع الروس، وجلس يدخّن، وإن هي إلا سويعة إلا وقطع الغصن وهوى الرجلان، فتعفر وجه صغيرهما وأصابت ثوب الكبير نجاسة وصاحبنا يبتسم ابتسامة بانت لها نواجذه، وما إن انجلى غبار الموقف حتى خر الرجلان سجّدا هاتفين: "إنّك والله لعلّام بالغيوب"، فقام صاحبنا وبصق، وألقى عباءته على منكبيه وصفق، فسار الحمار.
وذاع صيت الرجل في البلاد، ولما لم يعرف له أصل فقد نسبوه إلى لون عمامته، ويقال كذلك نسبوه إلى حماره، فلقّب بالأحمر، وما فتئت نساء القوم يزرنه ويستفتحنه ليفكّ العقد، ويزيل الحسد، ويبطل المعمول ويستبصر المقدور، ولهنّ فيه مآرب أخرى.
وللحديث شجون
*
ويسميه الفرنجة وبعض الكفرة والمؤلفة قلوبهم "الساعة"، وإن هذا لكفر مبين لقوله تعالى: "ويسألونك عن الساعة قل علمها عند الله"

الأربعاء، فبراير 01، 2006

لواط في القاهرة



المصدر:الجزيرة /2/2006
اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه الرئيس المصري حسني مبارك بالقاهرة اليوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الالتزام بالاعتراف بإسرائيل "ونبذ العنف واحترام كل الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل" لتكليفها تشكيل الحكومة الجديدة.