Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الجمعة، نوفمبر 24، 2006

دولة وعلم ونشيد، وسايكس، وبيكو، وعبعزيز



"وأرجو أن تغفر لي هذه الخربشة السريعة.... أعتذر بشدة عن الطبيعة العجولة لهذه الرسالة لكنني لم أملك أكثر من خمس وعشرين دقيقة لانجازها، بما فيها الرسوم"

مارك سايكس



مساء الخميس، وليلتنا فلّ، ولابد من ...

كنت في الحكيكة راغبا بالانتقال أخيرا من هذه المواضيع المهترئة إلى موضع أكثر تجريدا، ألا وهو حكاية الحلزون وائل (ترقبوا قرييا في الأسواق)، لكن عبد الباري عطوان وعصابته المأجورة (على رأي إعلام مبارك) مسك اليوم في خناقي وأصر على وصلة إضافية، فبعد أن أنهينا مشكلة النشيد، قفزت إلى الشاشة، مجددا، مشكلة العلم، وبالذات العلم رباعي الألوان آنف الذكر، الذي جلبه البدو مع فيصل، والذي لم يتحقق حلم طفولتنا، آنف الذكر، في الدوران به في جيب عسكري عبر شوارع المدينة المحررة، وطبعا مع أغاني وطنية بصوت عال ونظارات سوداء، وهذه هي الأهم، وإن دار به فيما بعد آخرون، في شوارع المدينة المحكومة...ذاتيا، وبنظارات سوداء لا توحي بالطمأنينية، وبموسيقى هاني شاكر.... أين كنا؟ أجل العلم.


يعني ذات عشية من عام 1917، جلس المرحوم مارك سايكس، بعد نهاية يوم عمل في وزارة الخارجية البريطانية أمضاه في كتابة رسائل وتلغرافات إلى زميله الفرنسي جورج بيكو، وهذا غير المغني جلبرت بيكو صاحب رائعة "نتالي" وأيضا أغنية "من سرق البرتقال؟"، ومع الحاج روتشلد، ومع السيد مكماهون وخليفته وغنتون في القاهرة، وبعد أن تأكد أن كل شيء تمام وجاهز، بقي لديه فقط مسألة هامشية صغيرة حتى تكمل الطبخة، وأيضا نكاية بزميله الفرنسي بيكو ذو العين الفارغة الذي يريد أيضا كركوك لفرنسا، ففكّر: "يعني أكيد الجماعة عندهم شي محضرينه، لكن إحتياط، إذا ما كان عندهم، خليني أرسم لهم علم، بيلزم!"، فاستل قلم الرصاص، ووريقة بيضاء: خلافة تركية نريد إسقاطها، إذا شرعية خلافة عربية: أبيض أموي، أسود عباسي، أخضر لأن المسلمين يحبون هذا اللون ربما لمنبتهم الصحراوي، وأحمر لعيون شريف مكة، و...... هوووووووووووب! صار علم! وطبعا لحق يروّح بدري لأن الدنيا حرب والحكومة لا تدفع أوفرتايم، وتبين أنه خيرا فعل لأن الجماعة لم يحضّروا أي شيء.
لم يترك عوني الجيوسي في مقاله مجالا للتعليق، فقد قال تقريبا كل شيء، لذلك أضيف فقط بعض الرتوش، وعليه،
وبهذه المناسبة السارة، فأنا أقترح، وفور قيام الدولة الفلسطينية المؤقتة، وعاصمتها أبو ديس القدس الشريف (تصفيق حاد)، ضم الدولة، مؤقتا، إلى الكومنولث، وإصدار طابع بريد تذكاري اعترافا بفضل المرحوم، لأنه ليس فقط الأب البيولوجي لعلمنا إبن الحرام مصاص الدماء، بل أيضا وأصلا الأب الروحي للهوية الفلسطينية الحديثة، وعاصمتها القدس الشريف (تصفيق حاد)، بحدودها وخريطتها التي تصلح حاملة مفاتيح تصلح بدورها لفتح علب الكوكاكولا، وبهويتها الكنعانية التي تتميز بوضوح فتحاوي ساطع عن الهويات الشريرة الأخرى المحيطة بنا، من فينيئيين وأنباط وبدو مقملين ومصريين فراعنة وسوريين.
الفاتحة على روح المرحوم سايكس، وختاما، وكما عودناكم، دبكة لفرقة.... خيبر (!) للفلكلور الفلسطيني، مع نشيد: والله وشفتك يا علمي، زينة رايات الأمم ِ.

وعلى ذكر الفينيئيين، ولأننا ظلمنا الزميل بيكو، الموكل بشؤون سوريا (النصف الشمالي كله، آنذاك)، وبما أنني ما زلت هنا صاحي ولم أنخمد بعد، فلنعرّج قليلا، شو ورانا؟

تتواصل لعبة الشطرنج اللبنانية، وهاهي تتخذ منحى جديدا، بعد أن اكتشف مشجعوا فريق 8 آذار الذين غمرهم تفاؤل مفهوم بعد حركات الافتتاحية التي أعطتهم اعتقادا بأن اللعبة قد حسمت، اكتشفوا فجأة أن الخصم، فريق 14 شباط (الفالنتين)، أيضا لديه قطع مشابهة، وأنه أيضا قادر على تحريكها (يا خبر!)، لكسب الوقت على الأقل، خاصة بعد أن أعطاه لاعب فريق 8 آذار، بلفتة فروسية، وقتا إضافيا لتبييت الملك.

وآآآآآآآآآآآآآآآآه، كش ملك، لعبها إبن الستّين فالنتين مسنودا بكل برامج كمبيوتر مخابرات العالم، وديب بلوو. كش ملك!

فريقنا ما زال عنده لعب، لكن ملكهم مبيّت ولم يعد في الوسط، القطع التي كانت جاهزة للهجوم يجب الآن سحبها إلى الخلف، ثم يسارا، لمهاجمة موقع الملك الجديد.
الخصم سيكسب بذلك بعض الوقت، لكن قطعه على الرقعة تعيق بعضها ووضعها ما زال رقيعا، ويحتاج لوقت أكثر لكي يرتبها، خاصة مع كثرة واختلاف من "يغششه" من أدمغة وأجهزة، وكون أستراتيجيته مبنية أصلا على التضحية المجانية بالقطع التي لا تتحرك كما يجب.... وشراء البيادق

طيب بسيطة ، نغطي ملكنا، ليست مشكلة، المهم أن لا يتحول الأمرإلى كش ملك مستمرّ

لاعبنا واثق وهادئ، ولم يحرك بعد كل ما لديه، وقد أثبت لاعبنا حتى الآن، أنه كان دوما...... هنا يأتي صوت سامي كلارك في تلك الحلقة الدرامية من غريندايزر والتي انحفرت هي بالذات في أذهان جيل بكامله (يعني هي إللي عملت الإنتفاضة الأولى، عشان نكون واضحين، أموت في فرويد أنا)، حيث انتهت هذه الحلقة بالغوريلا العملاق وهو ينتزع ذراع غريندايزر (ياللهول!)، وطبعا تركيز على غريندايزر مقطوع الذراع ثم دوق فليد في داخله ينظر برعب، موسيقى درامية، ثم سامي كلارك: "لقد أثبت غريندايزر حتى الآن..... فهل يا ترى ......؟"، قمة الإثارة، وعتبكم على من تمكن من النوم في تلك الليلة، ولكن نطمئن الأجيال الشابة أن غريدندايزر في الحلقة التالية انتصر بصعوبة على الغوريلا، بعد أن اختلف من كانوا يوجهونها بالتحكم عن بعد، وصارت تدور حول نفسها، ومرّت القصة على خير.


ملاحظة عالماشي: على الطاولة المجاورة تتواصل لعبة التركس الفلسطينية بعد أن ترك اللاعب الإسرائيلي طاولة الشطرنج وعاد بعد ما تبهدل، والمملكة الآن لفتح:
شتائم، كسكسات، إستغفار، و.......... عيار ناري! و"أييييييي يفضح عرضك!"،
وصوت لم يتبين بعد صاحبه: "يا حلاوتك يا عبعزيز!"

الجمعة، نوفمبر 17، 2006

دولة، وعلم، ونشيد


إختياريا، يمكنك أخي المواطن نقر هذا الرابط إذا لم يلبي النشيد الأول تطلعاتك نحو وطن حر وشعب سعيد، وأؤكد لك أنه لا يوجد خيار ثالث، لا تتعب نفسك


mms://webcast2.nasser.org/Data/WMA/CD56/8.wma



بيت صغير بكندا
مابيعرف طريقو حدا
بيت صغير
بيت صغير
في كنداااااااااااااا


وسأعلّق على حيطانه:
خريطة فلسطين، صور كل من غسان كنفاني، وغيفارا، وعبد الناصر، وهوشي منه، ولينين، ويحيى عيّاش، وعلم العراق أبو ثلاثة نجوم، وعلم حزب ألله، رسالة دائرة الهجرة، وتذكرة الطائرة الأولى، رسالة سعاد الأخيرة، شهادة الجامعة، شهادة التوجيهي، سمانثا فوكس، رزنامة هذا العام الصادرة عن اتحاد العمال، صورة الطائرة وهي ترتطم بالبرج (لأ بلاش هاي)، صورة أطفال جنوبيين يرسمون إشارة النصر عبر زجاج شباك السيارة المحطم، فارس عودة أمام الدبابة، صورتهم وهم يحتفلون باتفاق أوسلو في ملعب البلدية، صورة نضال، صورة سعاد، كوفيّة، نجمة حمرا،

.
وراح أقعد، في بيت صغير بكندا، أتذكركم يا اخوات المنيوكة، شعبنا الصامد

أخخخخ بس لو يعطوني فيزا!

*****


أولا أشكر السيدة ملاك على الرابط إلى صفحة سوء تفاهم ، التي أشكرها بدوري وأعتذر لها عن سرقة أغنية بيت صغير في كندا، وأبرر ذلك بأن هذه الأغنية الجميلة قد هيّجت غريزة البعبصة لدي، فقررت رغم ألم الأسنان الحاد ووجع القلب الدائم، أن أنظر للأمور مجددا بموضوعية أكاديمية لأبو موزة، وأن أناقش في أطروحة الدكتوراه هذه صلاحية الأغنية كنشيد وطني لأهلنا الصامدين في الأرض المحتلة!

****


لا أعرف متى ظهر لأول مرة ما يسمى بالنشيد الوطني، لكن نتفق على أن هذا النشيد يعبر عن أمال وتطلعات مجموعة من البشر، وعن نظرتهم إلى أنفسهم، وعن جماليات المجموعة التي قرروا (ذاتيا بالطبع، وإلا فلم النشيد والراية) أنهم ينتمون أولا إليها، وطبعا باعتبار الدولة هي من يمثل هذا المجموع يعبر عن إرادته السياسية (قال يعني)، يعبر النشيد، الذي وضعته النخبة، أولا عن هذه النخبة والدولة – الجهاز الذي تمثلها.
تقودنا هذه المقدمة عديمة الطعم إلى جولة قصيرة في مسألة النشيد الوطني، وقبل أن نصل إلى النشيد الفلسطيني، بيت القصيد وربّ الأناشيد، لابد من بعض الحواديت، لنوضيح هذه المسألة.
على سبيل المثال قام أنور السادات بتغيير النشيد الوطني المصري من "والله وزمان يا سلاحي" إلى نشيد "بلادي بلادي"، ومع جمال لحن سيد درويش، لابد من رؤية البعدالسياسي ن تغيير النشيد، وهو توقيع مصر معاهدة كامب ديفد والانتهاء الرسمي "للحنين" إلى السلاح وأخذ الثار، علما بأن النشيد الأول وضع عقب حرب 1956، ويعبر عن مشروع المقاومة والسيادة المصري. وبالطبع انتهى النشيد القيدم تاريخيا في المنظر السيريالي لزيارة السادات لإسرائيل، وحرس الشرف الإسرائيلي يعزف لحن "والله وزمان يا سلاحي"، ليتبعه بالسلام الوطني الإسرائيلي (العصي على التغيير)، هاتكفا.

*
النشيد الوطني السوري، حماة الديار، هو النشيد الوطني العربي الوحيد، بحد علمي، الذي تم اختياره شعبيا، حيث إقيم في دمشق في نهاية الخمسينيات ما يشبه المسابقة مع لجنة تحكيم تختار النشيد الأفضل، وقد أذاعت إذاعة دمشق عدة أناشيد من بينها نشيد حماة الديار، كلمات عمر أبو ريشة وألحان الأخوين فليفل (؟). وعلى الرغم من رفض لجنة التحكيم لهذا النشيد، فقد انتشر في سورية كنشيد وطني بحكم الواقع، وتم في النهاية قبوله كنشيد رسمي (وقتها كانت سورية جمهورية ديمقراطية مع برلمان وأحزاب... ألله يرحم). النشيد صار أيضا نشيد دولة الوحدة، ولم يتغير في عصر الأسد، كما لم يتغير شيء في سوريا بداية من كنبايات القصر الجمهوري، على ذمة ياسر عرفات.

**
أما النشيد العراقي فهو قصة أصعب، إذ لا اتفاق اليوم على اللحن، ناهيك عن الكلمات، وليست الراية بأسعد حالا، وهذا طبعا نتيجة لتفكك الدولة وسقوط النخبة السابقة. في السبعينيات كان النشيد العراقي هو نشيد "موطني .. موطني" الذي كتبه الشاعرالفلسطيني إبراهيم طوقان ولحنه أيضا الأخوان فليفل (كانوا يعني ماخدينها مقاولة). فيما بعد غير صدام النشيد إلى نشيد من الواضح أنه من إنتاج القطاع العام حيث يبدأ لحنه كما تبدأ المارسيلييز الفرنسية، ولم يتسن لي الحصول على نص النشيد أذي قد ألغاه صدام أصلا، ممهدا الطريق إلى كلمات جديدة كانت ستضم ذكر اسمه الكريم، وبقي النشيد العراق يعزف فقط لحنا مثل النشيد الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وأيضا مثل النشيد الفلسطيني بعد اتفاق أوسلو.

**********


فاصل:
من فين أجيب ناس لمعنى ت الكلام يتلوه
شبه المحرّق إذا شافو خول ناكوه

*****


طيب..
عندما يظهر محمود عباس مثلا في التلفاز في زيارة رسمية، وتعزف فرقة الشرف لحن النشيد الفلسطيني، من الصعب أن أتصور أنه يردد في ذهنه كلمات النشيد.. فدائي.. فدائي، هو الذي "فتح" كلها في مؤخرته، حسب اقواله، بواقع شهر قبل تنصيبه قائدا عاما لقوات حركة فتح، وهذا ليس منصبا، بل من ألقاب المرحوم، لأن الثورة الفلسطينية لم يعد لها قوات، حسب تصريح فاروق القدومي أمس.
النشيد جمد كما الميثاق الوطني، ولم تعد

"بحق القسم تحت ظل العلم

بأرضي وشعبي ونار الألم،

سأحيا فدائي وأمضي فدائي وأقضي فدائي إلى أن نعود"

صالحة. يعني عباس أم دحلان سيحيى فدائي؟ وفداء ماذا؟ وإلى أن نعود إلى أين؟

لذلك أنصح، ولملء الفراغ الدستوري المترتب على اتفاق أوسلو وعلى تجميد ثم إلغاء الميثاق، وحتى يحصل الفلسطينيون على نشيد يتلاءم مع أقصى طموحاتهم الحالية، ولا يرغبون بتكسير المذياع لدى سماعه، وحتى يصبح لدينا نشيد بلفت النظر ويثير تعاطف العالم المتحضر والدول المانحة وتلك المانحة لحق اللجوء السياسي أو الإنساني، أنصح بهذه الأغنية التي تتلاءم مع متطلبات المرحلة والواقع اليومي للفلسطينيين.

وشكرا جزيلا... جدا
وثانك يو، ثانك يو، ثانك يو





الجمعة، نوفمبر 10، 2006

دم تك دم تك غزّ ا غزّا دم تك دم تك



عزيزتي غزّة

أكتب إليك هذه الرسالة بين نشرتي أخبار، وفنجانيّ قوة، محاولا بجهد ألا أشعل لفافة تبغ.

معذرة عن تأخري بالكاتبة، وهذه أول مرة أكتب إليك، وأعدك أنها ستكون آخر مرة. أريد فقط إيضاح بعض الأمور، حتى أنهي كل سوء تفاهم قد نشأ وخلق لديك آمالا ليس لها أي أساس على أرض الواقع.

بداية لابد أن أقر وأعترف أنني أحاول بكل صعوبة الاحتفاظ بشيء من التأثر لمنظرك اليومي وأنت تنزفين أبناءك وتشيعيهم بمختلف الألوان، وتجبرين نفسك على الزغردة، نكاية بالعدو، أو ربما من باب التسلية. أعترف أن هذا المنظر لم يعد يؤثر بي، مع أنني أبذل كل جهدي للتأثر وأستمر، من باب الواجب، بهز رأسي أسفا وأسب الذات الإلهية، من باب العادة، كل صباح مع نشرة الأخبار وفنجان القهوة.

..
نعم نحن بحاجة إليك، فأنت شوكة في حلوقهم، ومجالنا الحيوي الوحيد المتبقي للرد على الإذلال اليومي الذي نعانيه في كل مكان. أنت صورة مكبرة ومضغوطة، ديمغرافيا، لواقعنا، وضرورية بحكم آليات السوق، لتسويق قضيتنا، خاصة في سوق أعمال الإغاثة.
لكن لا يجب أن يساورك الظن بأننا أحببناك يوما، وأقول هذا ليس لشيء سوى أننا لا نعرفك. أنت بالنسبة لنا مكان يشبهنا، بين لبنان والصومال، قد يكون بالقرب من أفغانستان. مكان رمادي لا يشبهنا، ونفاجأ لدى رؤية صورة لشجرة أو لبيارة برتقال هناك، ونتساءل أين وجدوا مكانا لها. كل معاناتنا في الضفة، وهي الأقرب واقعا لك، لا تسعفنا بشيء من المخيلة لنتصور نزيفك اليومي، فتبقي، حتى بالنسبة لنا عالما آخر، قريب وبعيد، ومجهول بكل الأحوال، لذلك نحاول جاهدين أن ننساك، كما نسينا القدس و.. ما اسمها تلك البلاد؟
نعم، نحن لم نحبك أبدا، أحببناك شهيدة وصورة لصمود شعب جبار، لكننا أنكرنا من جاءنا من أبنائك بحثا عن عمل أو دراسة وصلبناه على جدار غربة داخل الوطن، لتحفى قدماه بحثا عن سكن في مدينة لا تحب الغرباء، فما بالك بالـ "غزازوة"؟ أنت بامتياز "البطة السوداء القبيحة"، أنت بنت العبدة، تقوم بالعمل، وينكرها إخوتها
...
أتذكرين "الممر الآمن"؟ أكيد نسيتيه في غمرة الأحداث، لكن وددت فقط تذكيرك بانه أغلق وقتها ليس لرغبة العدو كما قيل، بل بمطلب أعيان الضفة الذين لم ترق لهم رثاثة أبنائك المحرومين وشهيتهم المفتوحة لكل شيء، فنحن في النهاية شعب محافظ وله خصوصيته... إلخ وعليه فإننا نعترف بفلسطينية أبنائك فقط كمقاتلين، وبإنسانيتهم فقط كشهداء، وعليه فليبقوا هناك ليحسنوا وضعنا التفاوضي، وسنغني لهم، ولك
. ...
نعم كم غنينا لك! ومنذ عام 1956! (أنظري الرابط)

mms://webcast2.nasser.org/Data/WMA/CD37/6.wma

يا بااااي شو غنّيناليييك!
من السهل أن نقول:
غزة تبكينا، لأنها فينا
يموت منا الطفل والشيخ ولا نستسلم
وتسقط الأم على أبنائها القتلى
ولا نستسلم

تقدموا تقدموا تقدموا!
..
أجل فليتقدموا، فأنت من سيواجههم ويكبدهم الخسائر ويسطر خطوطا جديدة في الملحمة التاريخية..إلخ، وسنحتفل بصمودك، من دون أن تزعجنا بعض التفاصيل اليومية المملة أرقام أبنائك القتلى التي تغيب كتشويش خلفي.
في الواقع من السهل أن تغني لغزة، وهذا لأسباب إيقاعية بحتة:
نشيد حماسي،

..
دم تك دم تك
غزّ ا عزّا
دم تك

..
أسهل من أن تغني لقلقيلية أو طولكرم مثلا (لن أقول نابلس لتجنب سوء الفهم)
...

...
عزيزتي غزة،
ما أردت ان أقوله هو فقط أن عليك خفض سقف توقعاتك، من باقي الفلسطينيين قبل باقي الأمة العربية والإسلامية، وأن تعلمي أنك لوحدك، بشعبك، بأبنائك، الأحياء منهم والقتلى، ولا عزاء، ولا كلمات تأبين

هكذا أنت
ممددة هنا لوحدك، محتضنة أبنائك القتلى، ومحدقة في الفراغ

مع خالص الود والاحترام

أحمر، إقليم السامرة

-----------------

ملحوظة: زميلي هنا (متديّن) يقول أن بإمكانك الآن أن تكشفي شعرك، لأنه، مؤقتا، لا رجال هنا



الأحد، نوفمبر 05، 2006

في ذكرى وعد بلفور – نهار عادي


..

1. "يسقط واحد من فوق"، بس ما يكونش إفتراضي هععععععععععع

2. تعرفت هذا الصباح التشريني، على الفارق بين الوحدة والوحشة. الوحدة تشعر بها عادة عندما تكتشف ليلا، وبعد انخفاض وتيرة إيقاع النهار، أنك لوحدك في السرير، ولا جسم دافئ هنا يتشابك مع جسمك طلبا لدفء أو لمآرب أخرى. الوحدة من السهل مكافحتها، باستمناء قصير أو ببعض الذكريات المصورة، أو ببساطة بأن تغفو، وتحلم.

لكن في الصباح، وقبل أن تغيب في إيقاع النهار آخر صور حلم البارحة، هناك بعض الوقت للتعرف على شعور جديد فور أن تستيقظ: إنها الوحشة التي تفاجئك في حالة بسيطة جدا، أو بسؤال تافه، لكن وجودي في هذه اللحظة: من يحضّر القهوة؟! تشعر بخواء في الصدر (خاصة بعد أن تستغل كونك لوحدك من أجل تنظيف رئتيك من مخلفات سجائر الأمس)، بفراغ في موضع القلب، ربما لانخفاض في ضغط الدم. تبدأ هنا الحلقة المفرغة: تحتاج للقهوة للنهوض والخروج من هذه الحالة، لا قهوة، لا نهوض...ووحشة.

في الماضي كنت تعتقد أن قهوة الصباح تأخذ نكهتها من ابتسامتها وخطوتها الخفيفة قرب السرير. الآن تعلم أنها القهوة التي كانت ترسم طيفها الحلو حول قوامها. فقط القهوة. دخيل ألله!*


3. مع الاعتذار، مجددا، لسميح شقير



كان كفاح الشعوب
ثم صارت "جيوب"
ثم طلعت جيوب
للشعوب


إنك الخربان، يا شعب القضية
وبحفلة استسلامهم زغردت كالمنيوك
لأنك اخترت المرتّب
يالعهر الفتحاوية
يالعهر الفتحاوية

ووقائيّا تزعبر
وكشرموط تقاتل
وتشلح الكلسون ولا تموت
شو
فاكرها بيروت؟
غزة إذ تحاصر

وغدا تيجي الفلوس
ونلحس بدال ما نبوس

إنجيوز
إنجيووووووووووووز

-------------

*علاقة النقطة 2 مع ذكرى وعد بلفور هي فقط النظرة من تحت الغطاء على الروزنامة (النتيجة) التي وزعها إتحاد العمال، وتاريخ اليوم المممهور بالذكرى العطرة، وغصّة ترفض أن تفارقني هذا الصباح



الأربعاء، نوفمبر 01، 2006

"لما وقفت له بباب المسجد"




قل للمليحة باللباس الشفتشي
ماذا فعلت بسائح "متعطّش"

قد كاد شمر في الطريق.. إزاره
لولا رآه الله قال له "إختشي!"


لأ والطريف لافتة الدي إتش إل فوق الجامع! بيوصلها لألله على طول! يعني فعلا فن العمارة الإسلامية لم يترك ثغرة إلا و...زطمها

ذات غروب



مطر ينهمر على شوارع نابلس ويغسل الأسطحة الرمادية في البلدة القديمة، ويبلل الملصقات الملونة التي تحدق منها عيون وتلمع فيها بنادق من مختلف الأنواع، وتلمح في أطرافها المهترئة بقايا شعارات التنظيمات. الغيوم تحجب الجبل الشمالي وتريحنا مؤقتا من منظر القاعدة العسكرية الإسرائيلية على القمة. ينحدر الماء سيولا من شقي البلد المرتفعين إلى الوسط، ليواصل الانحدار غربا نحو وادي التفاح، يجرف غبار الشوارع مخلفا بركا في الحفر التي خلّفتها الدبّابات على الأسفلت.
هناك عند المدخل الغربي في وادي التفاح، يتجمع ماء المطر بعد جولته العادية في شوارع المدينة، حاملا أخبار البلد إلى أبي محمود الذي يرقد مجهول الإسم منذ "الاجتياح" الأول، صامدا في موقعه منذ قرر البقاء فيه ذات حزيران.
قد يندهش أبو محمود من أنواع جديدة من الغبار تحملها سيول المطر، غبار مشع منضب، وأتربة بقيت زمنا في مكانها في أحجار بيوت البلدة القديمة، وقد يظنها بشائر معركة التحرير، أو معركة صمود متواصلة منذ قرر الصمود، وسيكون من حسن حظه أن لا أحد يزعجه هناك منذ نصبوا قطعة الرخام عام 1995، فلا يقلقه أحد بثرثرة حول تفاصيل الصمود.


****


ذات حزيران ودع أبو محمود زوجته وأطفاله في مدينة ما شرقي النهر، واتحق بكتيبة الدبابات المتوجهة غربا. الأمر جدي على ما يبدو هذه المرة ويؤكده المذياع في توافق فريد بين صوت العرب وإذاعة عمّان. إنها الحرب إذا،

وفرصته التي انتظرها ليغسل عار شخصي يشعر به جراء حرب لم يشارك بها، وانطبعت في مخيلته قصصا من روايات الأب عن معارك اللطرون والقدس، وقبضات مضمومة، ولاجئين.



****

ذات حزيران خرج الشيوعي المخضرم إبن المرحومة عصبة التحرر الوطني من اجتماع الخلية الحزبية الذ تناول الاعتقالات الأخيرة، وناقش الأزمة السياسية الناتجة عن تحالف حكم البرجوازية الصغيرة في القاهرة مع النظام الكومبرادوري في عمان، وهو في تمام السعادة والثقة بالقرارات السرية التي توصل إليها الرفاق باعتبار الأزمة الحالية ناتجة عن مأزق البرجوازية الصغيرة أمام نمو وعي البروليتاريا الكادحة والضغط القاعدي في اتجاه مزيد من الخطوات في طريق التحول الاشتراكي، ما حداها إلى تحويل الأنظار إلى الخارج بافتعال أزمة مع إسرائيل...إلخ. ركب سيارته المرسيدس، أشعل سجارة جديدة تحية لأم كلثوم وهي تغني "مصر التي في خاطري" على أثير صوت العرب. نظر إلى الغرب قليلا، ثم توجه إلى منزله حيث ينتظره العشاء.

***********

انقطع الاتصال بالقيادة عشية السادس من حزيران 67، بينما تواصل أرتال الآليات إنسحابها النوعي نحو الشرق تحت دوي القصف، وتهرول تشكيلات غير منتظمة من الجنود في كل اتجاه نحو الشرق، أو نحو المنازل طلبا لألبسة مدنية تحميهم من الأسر. لا أوامر، وسيل الهاربين أمامه يناقض تصريحات صوت العرب، وراديو عمان، ومنظر منازل المدينة على التلال يجرح كبريائه البدوي وشرفه العسكري الذي نزفه ذات يوم في انفجارات داخلية في الطابور الصباحي أمام إهانات الضابط البريطاني الذي كشط وجهه بقطعة الورق المقوى متفقدا نعومة ذقنه، وها هو ينزف الآن أمام عيون أناس قام الجيش قبل أسابيع بتجريد معظمهم من السلاح واعتقال من أخل منهم بالأمن العام، ليطلب منهم اليوم ملابس مدنية قبل أن يتركهم فريسة للمجهول.
أمر بالاستدارة وإيقاف الدبابة على جانب الطريق، موجها مدفعها نحو الغرب. لم يحاول إعاقة أي من مرافقيه مرافقيه عن الانضمام إلى طوابير المنسحبين، أطفأ المحركات، وأشعل لفافة تبغ وجلس على سطح الدبابة يتأمل المدينة.


********

أحرق الشيوعي المخضرم كل الأوراق وذكريات النضال المصورة ، ودفن مسدس الوالد تحت شجرة القراصية... إلخ
سيتشدق الشيوعي المخضرم فيما بعد، وخاصة بعد أن تدور برأسه بضعة كؤوس من الويسكي، بوقوفه منتصب القامة أمام الحاكم العسكري وتأكيده بنبرة حادة، أنهم في النهاية لابد من أن يغادروا المدينة، وستقاطعه زوجته الأجنبية بسخرية: "خبيبي إنت هلأ آمل خالك بتل. لما إجا اليهود في 67 أنت خت تنجرة آلا راسو وشخ في بنتالونو! بيقول راخ يدبخونا يا مريانا راخ يدبخونا يا مريانا"


*******
قبيل الغروب، ومن على شرفة في الطابق العلوي من بيت العائلة تطل على الغرب، وقف الشيوعي المخضرم، بعد أن أتته إذاعة لندن بالخبر اليقين، معتمرا طنجرة ربط أطرافها بخيط حول ذقنه وهو يراقب طوابير المنسحبين على شارع وادي التفاح.

قبيل الغروب، وبعد أن ابتعدت آخر طوابير الهاربين، أطفأ أبو محمود المذياع، وألقى سيجارته الأخيرة، وغاب في برج الدبابة التي شرع مدفعها يطلق حممه باتجاه الغرب.*


------------------------------------------------------------




* تتحدث المصادر الأردنية عن "معركة بطولية" خاضتها كتيبة الدبابات الثانية صبيحة السابع من حزيران في وادي التفاح على مشارف نابلس بقيادة المقدم صالح الشويعر. ولد صالح الشويعر عام في مدينة حائل في ما يعرف اليوم بالعربية السعودية، وأتم دراسته في عمان ليلتحق بالجيش الأردني.

**بعد أن أشرعت المدينة الرايات البيض فوق سطوح المنازل، ووصل ارتفاع الأسلحة التي سلمتها البلد لجيش الاحتلال ثلاث قامات منتصبة، قام سكان المنطقة بدفن جثة أب محمود المحترقة بجوار حطام الدبابة. ولحرص دولة إسرائيل على البيئة في منطقة يهودا والسامرة، فقد تمت فيما بعد إزالة الدبابة، وبقي القبر البسيط يذكر معركة أبي محمود. في عام 1995 ومع دخول سلطة الحكم الذاتي، أقامت السلطة قبرا من الرخام في المكان، مع إخفائه خلف عدد كاف من الأشجار حتى لا تزعج "الدورية المشتركة" عبر المدينة والتي ينص عليها اتفاق أوسلو