Liberté Toujours!----أحمر

رأينا خطأ يحتمل الصواب... ورأي غيرنا .....زي ما انتو شايفين

صورتي
الاسم:
الموقع: Palestine/World

الأربعاء، ديسمبر 09، 2009

روزا لوكسمبورغ والهم الوطني العام

أجمل ما التدوين هو إمكانية التعبير عن أية فكرة أو رد فعل أولي على قذارات الواقع اليومي فورا وبدون ذعر رقابي، هبل أخلاقي، انضباط حزبي، التزام سياسي، نفاق نسوي، خبل ديني..... إلخ

هذا مثلا كان أول ما خطر على بال صاحب هذا المقام لدى تلقيه دعوة "وقف" المرحومة روزا لوكسمبورغ* (وقف هي الترجمة الأدق للكلمة الألمانية Stiftung شتيفتونغ وهذه غير الفييتكونغ... مثلا) لندوة (أو محاضرة، للدقّة) عنوانها بالعربية "تجربـة اليسـار والثـورة الإيـرانيـة" وبالإنكليزية
"Lessons (Not) Learned: the Left and the Iranian Revolution"

طبعا هنا نلاحظ الفرق بين العنوانين، وهو فرق يمليه الفارق بين الجمهور المخاطب والجهاز المموّل، لكن فلنتسامح هنا...
المحاضرة يلقيها "محاضران متخصصان" من إيرانيي المهجر، قدما خصيصا من جامعة يورك في كندا عابرين للأطلسي، طبعا في حالة قلق شديد على اليسارالفلسطيني وخوف من أن يكرر "أخطاء اليسار الإيراني"، وحالة القلق هذه تشابه قلق الوقف الألماني (الذي يستميت في ألمانيا في الدفاع عن حق إسرائيل في الوجود) على وحدة اليسار الفلسطيني ودعوته إلى مؤتمر توحيد اليسار، الدعو التي قاربت فجأة بين القلوب الجبهاوية الشعبية الديمقراطية النضالشعبية والحزبشعبية وأذابت الجليد، فسارعت إلى الحوار...
الترجمة فورية، فالرفيقات في " الكادر النسوي اليساري الفلسطيني" حسب تعبير الدعوة يجدن اللغة الإنكليزية، فهنّ طبعا رفيقات متعلمات مثقفات تلقين خير تعليم في أحسن جامعات، وعلى سيرة الرفيقات في "الكادر النسوي اليساري الفلسطيني" (أي كادر؟)، فإنني أعود بالقارئ المجهول إلى الجملة الأولى في هذه التدوينة:
أجمل ما التدوين هو إمكانية التعبير عن أية فكرة أو رد فعل أولي على قذارات الواقع اليومي فورا وبدون ذعر رقابي، هبل أخلاقي، انضباط حزبي، التزام سياسي، نفاق نسوي، خبل ديني..... إلخ

أن تكون لك مدونة يقرأها البعض يعني أن تكون فورا قادرا على تسمية قحبات الـ "الكادر النسوي" بتسميتهن الحقيقية: قحبات! قحبات ببساطة ومنتهى العفوية، قحبات، مع حفظ الألقاب الأكاديمية والتنظيمية، قحبات مع حفظ المقامات في الكادر الوظيفي...
إنهم شراميط اليسار ذكورا وإناثا، يعني شرموطون وشرموطات اليسار الفلسطيني الممتد من أطراف اليمين حيث تقبع أحفوريات الجبهة الشعبية، مرورا باليمين المثقفن في الجبهة الديمقراطية وتفريعاتها وتفرعناتها، ووصولا إلى أقصى اليمين في إرهاصات حزب الشعب الفلسطيني الذي تجاوز فتح يمينا...

هذا اليسار الذي شقّته أموال عرفات وعلى خلفية "رب-دين-الماركسية" ولا "يتوحد" إلاعلى حلفية مابعدحداثية وبدعوة من الممولين المفترضين، هو أيضا ليس مستعدا للتعلم من أية أخطاء إلا إذا كانت أخطاء اليسار الإيراني، وبالذات في العلاقة مع الحركة الإسلامية، وفقط بدعوة الممولين.

أجمل ما في التدوين هو إمكانية الحديث مباشرة عن منحدر الانتياك والعمالة (أنظر في موضع آخر) التي "تمرّ" بها نخبنا "العلمانية التقدمية"، وقدرتنا على وصف نسوان اليسار الفلسطيني (ذكورا وإناثا) بالـ شراميط... فأي وصف غير ذلك يصلح لـ "هيك عالم"؟

فا..... هيا تعلموا من أخطائكم..... يا شراميط (جمع تكسير)، وإذا كان هذا هو اليسار، فـ..... حيث ثفتموهن

ملحوظة للسيدة ج.ش.* : آخر العتب هو آخر المحبة

*روزا لوكسمبورغ: مناضلة وقيادية شيوعية ألمانية لم تتفق مع لينين في مسألة الحسم والوصول إلى السلطة وراهنت على "عفوية الجماهير" فاغتيلت هي والشهيد كارل ليبكنيخت في ليلة ليس فيها ضوء قمر، وانساقت الجماهيرذاتها لاحقا وراء ديماغوجية أدولف هيتلر.

ج.ش. : تنظيم فلسطيني ظل يلعلع في بأن "كل سلطة للمقاومة"، وراهن بدوره على عفوية الجماهير فحسمها النظام الأردني في ليلة ليس فيها ضوء قمر، فتفرّغ بالتدريج (تزامنا مع كونه فرغ يعني فضي) للمطالبة بالحوار الوطني الشامل والمعمق... وعندما فهم تنظيم فلسطيني غير لينيني بوعد أربعين عاما لا سلطة إلا للمقاومة وحسمها أيضا في ليلية ليس فيها ضوء قمر، زعل بشدّة وبكى رفاقه على ضريح المرحومة روزا لكسمبورغ

الجماهير: شيء هلامي عجيب، راهنت النخب عليه فخوزقها، وراهن على تيك النخب وتخوزق بدوره.. علاقة الجماهير بالنخب هي علاقة مازوخية تبادلية