فرفووور… قتلتك الكلاب يا فرفور!
في الخلفية قرآن (ولا تحسبنّ…)، ثم يليه مارشات عسكرية بموسيقى ألكترونية خالية من الوتريات والنفخيات، أصوات جشة ترافق الموسيقى بـهمهمات ها ها ها ها ها حزينة، ثم صورة الفقيد في خلفية الشاشة يبتسم محدقا بالبعيد أو في الكاميرا، وفي المقدمة لقطات لملثمين من كتائب القسام يطلقون الصواريخ…. ثم قصيدة على الطراز الإخواني تبدأ بصوت متهدج وقور (مع صدى)، يتبعه صوت آخر أسرع وأعلى ويميل إلى الهستيريا، ثم صوت رصاص ألكتروني من الكيبورد، ثم ها ها ها ها ها حزينة.... إلخ
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
استشهد فرفور
ها هي ديزني لاند تنضم إلى اللاندات التي ما بخلت بخيرة شبابها من أجل القضية الفلسطينية فأرسلتهم ليستشهدوا وليختلط دمهم بدم الفلسطينيين في معركة التحرير والعودة.
الشهيد إسمه الكامل ميكي بن ماوس، غادر مكان عمله المرفه وترك أحضان ميني ماوس في فلوريدا وتسلل إلى قطاع غزة لينضم إلى المقاومة الفلسطينية تحت الإسم الحركي فرفور، ليلتحق بقافلة الشهداء الأمميين من باتريك أورغويلو، مرورا براشيل كوري إلى شهداء قافلة الحرية الأتراك عديمي الاسماء (أنظر الصورة).
المغفور له فرفور، عبر المحيط وترك النفيس ليوصل إلى أطفال فلسطين، مشاريع الشهادة حسب تعبير إسراء، رسالة الصمود والجهاد، وليستلم المفتاح من الجد الراقد على حصيرة الموت تحت زيتونة... فرفور يلطم عندما يستمع لقصص النكبة وعن تل الربيع المزروعة شجرا و زيتونة ونخيل، ويحدق هو والكاميرا في المفتاح وهو يعد الجد، قبل أن يفارق الجد الحياة ويحزن فرفور كثيرا، وطبعا في الخلفية آهات حزينة هاها ها ها ها ها (البيانو قد يكون مؤثرا هنا، أو الكمان، لو لم يكن حراماً)
فرفور هو واحد من سلسلة من شهداء تلفزيون الأقصى، تلفزيون الشهداء، الذين قدموا حاملين مفاتيح الجنة (عفوا، العودة) لتستقبلهم الطفلة المحجبة الرزينة سرّاء في مسلسل رواد الغد ليشاركوا في تحرير البلاد من دنس الصهاينة، من نحّول الأول الذي استشهد بسبب إغلاق المعبر، ثم "أسّود" الأرنب الذي سيفترس اليهود ثم فرفور والآن ابن عمه نحّول الثاني، في قافلة الشهداء الظرفاء الذين تقدمهم قناة الأقصى للأطفال في برنامجها القريب من الواقع، حتى لا ينسوا فلسطين ولا ينسوا الشهادة، ولا ينسوا الإسلام هو الحل، والجهاد، والمجاهدين، وليتعودوا على فقدان الأحباء، من ميكي ماوس إلى باكس باني إلى وود بيكر إلى نحّول أرسلتهم سرّاء ببرود أعصاب تام إلى الموت، لتخبر الأطفال أننا قد "فقدنا صديقا من أعز أصدقائنا"....
طبعا
هزلية المنظر تعجز السخرية متوسطة العيار، كما أن صهيونية وانحيار الفرنسيين إلى إسرائيل لا يحتاج إثباتها إلى منع بث قناة الأقصى على القمر الفرنسي، ومن الوقاحة أن يحاول هؤلاء أو أولئك تعليم الفلسطينيين ما يقولون لأطفالهم… إلخ
ولكن: ماذا يقول الفلسطينون لأطفالهم؟
كم عمر "الروّاد"؟
هل من الضروري أن نعلّم الأطفال الموت وباستخدام ميكي ماوس؟ هل يحتاج الأطفال إلى سرّاء كي يكملوا مشوار فرفور؟ ساعة كاملة من النكد مع سرّاء، قبل أن يتواصل النكد مع جيفارا البديري في نشرة الأخبار؟
هل هذا ما نقدمه للأطفال؟ مشاريع شهادة؟ ألا تكفي زنّانات العدو لتذكير الأطفال بفلسطين وبالعدو وبالموت اليومي؟
ما هو المصطلح العربي لكلمة باثيتيك؟ القاموس الأهبل يترجمها "منبريّ" (من منبر)، قاموس غبي من الستينات مش فاهم القصة، هل تحتوي لغة القرآن على هذه الكلمة أم تترجمها بكلمة "سنّة"؟ ربّما "مثير للشقفة"؟
هل الهدف هو إثارة شفقة العدو؟
ألم يتم تقنين المزاح بالنكتة النبوية "لا تدخل الجنة عجوز"؟ لماذا الاجتهاد الأخرق؟ لماذا هذه البدع الفكاهية؟
لماذا يكون كل شيء طريف، مضحك، جميل، مسلّي... إلخ بدعة وكفرا إلى أن
يعثر عليه سمير أبو محسن والطفلة العبقرية سرّاء، فيسلم ويدخل في طور الـ"منبريّة"، فيصير حلالا.
لماذا يشبهون الكاريكاتيرات الدانماركية؟
أسئلة نتركها لفيصل القاسم في منبره على قناة الجزيرة، أما هنا فنستنكر السلوك الفرنسي الممالئ للصهيونية والمخالف لكافة الأعراف الديمقراطية وحرية التعبير، وعهدا سنواصل، على درب الأبطال والشهداء، نحّول وفرفور وأسّود ونحّول الثاني، على درب المجاهدين وطريق الإسلام هو الحل كلنّا فرافير
ها ها ها ها ها ها ها (تنهدات مؤثرة)
هل من الممكن توظيف غريندايزر وساسوكي في حل أزمة اليسار الفلسطيني؟