One of us...
قد يعتب الكثيرون على السيد هنية، وكل له أسبابه الخاصة:
مثلا صديقنا من غزة يعتب على هنية، لأن قوة وزراة الداخلية تحولت إلى هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ولذكر الله أفضل وأقم الصلاة... وقد عبر عن ذلك العتب في إحدى فشّات الخلق، مع أن هذا الوضع طبيعي ومفهوم لأن الجماعة وبانتظار ساعة الحسم التي لا تجيء، سيشغلون فراغهم باستذكار دروس المسجد. ماذا تتوقع يعني، رفيق؟ صديقنا يعتب بحكم القرف
من ناحية أخرى فتح تعتب على هنية لتجاهله الضغط الدولي ولرفضه الاعتراف بإسرائيل، مهددا بذلك القرار الوطني المستقل، وما تلاه من الإنجازات التاريخية الفلسطينية. فتح تعتب، بحكم الحتمية التاريخية، ودفاعا عن حكم قراقوش
دحلان، بدوره، وبحكم المهنة، يعتب على هنية تهديده للإنجاز التاريخي، أي اتفاقية المعابر عبر محاولته كمواطن أولا وكرئيس حكومة عالبيعة، دخول قطاع غزة المحرر حاملا أموالا كانت قد توفر على هنية عتب المواطن الموظف بالفطرة في أجهزة السلطة التي هي بدورها إنجاز تاريخي، وكانت ستؤدي إلى رفع قيمة الشيكل الإسرائيلي أي خدمة الكيان الصهيوني الذي تضرر من جراء انعدام قوتنا الشرائية وركود الأسواق، وقد عبر دحلان عن عتبه هذا بمحاولة اغتيال هنية، ومن الواضح أن الرصاص فتحاوي بامتياز، بحكم دقة التصويب
وبحكم العادة، يعتب نايف حواتمة أيضا على هنية لرفضه وثيقة الـ الاستقلال
جورج حبش لا يعتب على هنية، بحكم التقاعد
المواطن يعتب بحكم الخيبة، والطفر، والالتباس
الدول الاسكندنافية وشركة كوكاكولا تعتب على هنية لتقمصه دور بابا نويل دون ترخيص، وإصراره على دخول الأراضي المقدسة في أعياد الميلاد رغم التحذير الذي وجهته هذه الدول والحكومة الامريكية لرعاياها، ورغم وجود إسم بابا نويل على قائمة المطلوبين، منذ انتخاب الحكومة الفلسطينية، عتب بدافع حماية حقوق الطبع
أنا بدوري، وطبعا لي دور لأنها مدونتي، أنا، أعب على هنية لإصراره على إمساك العصا من الوسط، ولتباطئه في أداء برنامج الإصلاح التغيير، وإضاعته للوقت، وبالتالي لأصوات وصبر ناخبيه، في حوار عقيم مع بعض المذكورين أعلاه الذين شرعوا منذ اليوم الأول بعيد الانتخابات بحفر قبره وقبر حكومته، وباستجداء اعتراف الأطراف الأخرى التي هي نفسها تحاصره وتحاصر حكومته، أعتب عليه، أنا ولينين، لسذاجته، ولإجهاض فرصتنا التاريخية. أعتب عليه، ومش محكوم
كل هذا لا يمنع، أن يكون السيد إسماعيل هنية، الجالس على الرصيف البارد على الجانب المصري من معبر رفح، خارج مقصورة الشرف المعدة لاستقبال الفي أي بي، بابا نويل الفلسطيني، يبدو اليوم، وبكل بساطة، كواحد منّا